ولا حسداً لأحد من المسلمين، بل كلّ الناس منّي في حلّ، وأُشْهد الله أنّني أطلب التصالح مع كلّ شخص كانت له معي مصادمات ومشادّات بسبب سوء الفهم أو اختلاف وجهات النظر وأرجو من المسلمين قبول اعتذاري ومسامحتي لوجه الله تعالى وألتمس منهم العفو والصفح عن كلّ من ظلمهم أو آذاهم بضرب أو أخذ مال أو وقوع في عرض أو نحو ذلك.
أيها المسلمون: من الأمراض الخلقية المتفشية بين الناس مرض الغيبة، فإنّها من كبائر الذنوب، وتفضي إلى النار وتفرق بين الناس، وتورث العداوة فيما بينهم، وفيها فضيحة وهتك للأستار، وقد تجرّ إلى ما هو أسوأ من ذلك، فالواجب على الإنسان المؤمن أن يكفّ لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين وأن يبالغ في التحرّز عنها، ولا يتعرض لاستماع الغيبة من الغير؛ لأنّ القائل والمستمع لها شريكان في الإثم، ويجب على كلّ مسلم وقعتْ منه الغيبة: أن يتوب منها ويستحلّ ممَّنْ اغتابه ويطلب العفو منه ويرضيه.
أيها المسلمون: سامحوني، واجعلوني في حلٍّ من كلّ حقّ شديد عظيم لكم عليَّ، فمن شتمتُ له عرضاً فليقتصّ منّي ومن أخذتُ له مالاً فليأخذه منّي، أو يجعلني في حلّ، وها أنا ألتمس منكم قولكم من صميم قلوبكم: (جعلناك في حلّ من