الشفاء بيد الله مع الأخذ بالأسباب
روي: أنّ نبيّ الله موسى عليه السلام مرض واشتدّ وجع بطنه، فشكا إلى الله تعالى، فدلّه على عشبٍ في المفازة، فأكل منه فعوفي بإذن الله تعالى.
ثُمّ عاوده ذلك المرض في وقتٍ آخر، فأكل ذلك العشب فازداد مرضه، فقال: يا ربّ! أكلتُه أوّلًا فانتفعتُ به، وأكلتُه ثانيًا فازداد مرضي.
فقال: لأنّك في المرّة الأولى ذهبتَ منّي إلى الكلأ فحصل فيه الشفاء، وفي المرّة الثانية ذهبتَ منك إلى الكلأ فازداد المرض، أمَا علمتَ أنّ الدنيا كلّها سمّ قاتل، وترياقها اسمي!؟[1].
أيها الأحبة الكرام! يجب علينا أن نتوكّل على الله عزّ وجلّ فيما يخصّ الدواء وغيره، فإنّه إن شاء الله يجعل الدواء سببًا للشفاء والعافية، وإن شاء يجعله داءً واختبارًا للصبر والثبات، وكلّ هذا يكون وفقًا لمشيئة الله سبحانه وتعالى.
ومن الخبرة والمشاهدة: أنّ الدواء قد يكون سببًا للشفاء لبعض المرضى، وقد يكون لآخرين سببًا لزيادة المرض ممّا يؤدّي به إلى حالةٍ قد تؤدّي به إلى الموت.
[1] "التفسير الكبير"، النكت المستخرجة من البسملة، الجزء الأول، ١/١٥٢، و"تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان" للحسن بن محمد النسيابوري، تفسير سورة الفاتحة، ١/٧٩، بتصرف.