فوائد البسملة
روي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِيْ بَالٍ لَا يُبْدَأْ فِيْهِ بـِـ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ أَقْطَعُ»[1].
أيها الأحبّة! مَن لم يقرأ البسملة عند كلِّ شيءٍ ذي بال يُهتم به شرعًا، فهو محروم من خيرها وبركتها؛ لأنّ الأعمال التي لا تُقرأ عليها البسملة تبقى ناقصة ومنقطعة عن الخير والبركة، وهنا قد يخطر ببال البعض أنّه لا يقرأ البسملة ولكن رغم ذلك يتمّ عمله.
والجواب: إنّ تمام العمل في الظاهر شيء، وعدم البركة فيه شيء آخر، فمثلًا: إذا أكل الإنسانُ طعامًا دون أنْ يقرأ البسملةَ، فإنّ الطعامَ ينزل إلى الحلق ولكنّه لا يبارك له فيه، وربّما لا ينهضم تمامًا ولا يصبح جزءًا من بدنه.
وفي وقتنا الحاضر تعتبر هذه المشاكل شائعة جدًّا، فالعمل مستمرّ، والدَّخل جيّد، ولكنّه لا يكفي، كما يتمّ تناول الطعام إلّا أنّ جسمه لا يستفيد شيئًا، ويشكو الكثير من الناس مِن أنّ الأيّام تجري عليه بشكلٍ سيء ويخسرون في كلِّ شيءٍ، كما يشكو الطلّاب بأنّهم يجتهدون كثيرًا ولكنّهم لا يحفظون الدروس وما إلى ذلك.
[1] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"، ص ٣٢٢، (١١٩٨)، و"الجامع الصغير" للسيوطي، حرف الكاف، ص ٣٩١، (٦٢٨٤).