عنوان الكتاب: فضائل رمضان

عسَى اللهُ أن يَتَجَاوَزَ عنّي بفَضْله، فماتَ، فرُؤِي في المنام، فقيل له: ما فعَل اللهُ بك؟ قال: غفَر لي ربّي، بتعظيمِ حُرْمَةِ رمَضانَ[1].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

كم لله من رحمة وفضلٍ، وكرم على الشخص الذي قدَّر هذا الشهرَ وعرَف له قَدْرَه وإنّ الله عزّ وجلّ غفَر له بتعظيمِ حرمةِ رمَضان.

وإيّاك أن تَفهم أخي من هذه القصة: أنّ العبادة تَكفِي في شَهر رمَضان فقط، وأنّها تَضْمَنُ لصاحبِها دُخُولَ الجنّة.

أخي الحبيب: إنّ كُلَّ هذا مَوْقوفٌ على مَشِيْئةِ الله عزّ وجلّ، فإنْ شَاء غفَر على حسَنَة صغيرة برحمتِه وفضلِه وإن شَاء أخَذ باليَسير، وعَاقَب بعَدْلِه، وقِسْطِه، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ﴾ [البقرة: ١/٢٨٤].

أخي الحبيب:

لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من طاعةِ الله، فلَعلَّه يكونُ فيه رِضَاؤُه، ولا تَحْقِرَنَّ شيئاً من مَعاصيه فلعلّه أن يكون فيه غَضَبُه، قال العلاّمة المحدِّث الشيخ أبو يوسف محمد شريف رحمه الله تعالى:

قد جاء في الحديث: «إنّ اللهَ تعالى أَخْفَى ثلاثاً في ثَلاَثٍ: أخْفَى رِضَاه في طاعتِه، أَخْفَى سَخَطَه في مَعْصِيَتِه، أَخْفَى أَوْلياءه في


 



[1] ذكره عثمان بن حسن في "درّة الناصحين"، فضيلة شهر رمضان، صـ٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

59