ثم كذلك حتّى يَسْوَدَّ عليه»[1]. وإنّ الشَّخْصَ الذي نُكِتَ في قلبه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فلا يُؤَثِّرُ فيه الْخَيْرُ أصْلاً، ولا يَمِيْلُ قلبُه إلى الطَّاعَاتِ، ويَتَعَذَّرُ عليه اجْتِنَابُ الْمَعَاصِي والسَّيِّئَات في شهر رمضان وفي غَيْرِه من الشُّهُورِ وأمّا إذا مالَ إلى الطَّاعَات، فيَضِيْقُ صدرُه عنها، ولا يَجِدُ لَها لذّةً، ولا حلاَوةً، ويُحَاوِلُ الابْتِعَادَ عن البِيْئَةِ الصالِحَةِ ويُطَوِّلُ أمَلَه وبذلك أَصْبَحَ يَسْتَمِرُّ على الغَفْلَةِ، ويَبْتَعِدُ عن البِيْئَةِ الصالِحَةِ، ويَجْعَلُ رمضانَ مُوْسِماً وفُرْصَةً لِلَّعِبِ واللَّهْوِ وإضَاعةِ الأوقات فيما لا يُجْدِي، ويُفِيْدُ.
ينبغي لِمَن أَرَادَ عِلاَجَ قَلْبِه: أن يَأْخُذَ الطرِيقةَ على يَدِ شَيْخٍ تَقِيٍّ وَرِعٍ مُطَبِّقٍ للسنَّةِ النبَوِيَّةِ، تُذَكِّرُهُ بالله ورسولِه رُؤْيَتُه، ويَزِيْدُ في عمَلِه، قَوْلُه ويُرَغِّبُه في الآخِرة صُحْبَتُه، فإنْ ظفَر بمِثْلِه، فَليَعَضَّ عليه بالنَّوَاجِذ، فبذلك يُصْبِحُ القلبُ صافِياً صَفَاءً حَقِيْقيًّا، إن شاء الله عزّ وجلّ.
اعلم أخي: لا يَجُوْزُ أن يُقَالَ للمُسْلِمِ العَاصِي: اِسْوَدَّ قَلْبُه أوْ خُتِمَ على قَلْبِهِ لذلك لا يُؤَثِّرُ عليه الخيرُ لأنّ الله عزّ وجلّ إنْ شاء وفَّقَه للتوبة ونَوَّرَ قلبَه. آمين بِجَاهِ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
التحدث مع الموتى:
لقد نَقَلَ سيّدُنا الإمام جَلاَلُ الدين السُّيُوْطي رحمه الله تعالى عن سعيدِ بْن الْمُسَيَّب رضي الله تعالى عنه قال: دَخَلْنَا مَقَابِرَ الْمَدِينَةِ، مع عليِّ