ومَحَلاَّتِ الأَلْعَابِ، وَالأَمْوَالِ الْمُحَرَّمَةِ، فإنّه عَرَضَ نَفْسَهُ لِعَذَابِ اللهِ وسَخَطِهِ، وفَتَحَ لِنَفْسِهِ باباً إلى النَّارِ.
ولَلأَسَفِ الشَّدِيدِ، فإنّ اللَّيَالِيَ الرَّمَضَانِيَّةَ في أَيَّامِنَا هذه صَارَتْ فُرْصَةً لِلَّهْوِ واللَّعِبِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الرِّجَالُ مع النِّسَاءِ فى فِعْلِ الْمُنْكَرَاتِ ومُشَاهَدَةِ الْمُحَرَّمَاتِ، وقَضَاءِ اللَّيالي كُلِّها فى اللَّعِبِ، والْمُجُونِ، والسَّهَرَاتِ الْمُلَوَّنَةِ، وهم بذلك يَتَسَبَّبُوْنَ في إِيْذَاءِ الآخِرِيْنَ، والإخْلاَلِ في عِبَادَةِ القَائِمِيْنَ.
فَيَتَعَرَّضُونَ لِغَضَبِ الله القَهَّارِ، فلا بُدَّ إذاً من التَّحَوُّلِ من هذا الْحَالِ إلى أَحْوَالِ الأَبْرَارِ الَّذِيْنَ يَبْتَعِدُونَ عن اللَّهْوِ واللَّعِبِ، ولا يُشَاهِدُونَهُ ولا يَسْمَعُوْنَهُ ويَنْبَغِي ويَتَأَكَّدُ علينا: أن نَسْتَقْبِلَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالْمُسَابَقَةِ إلى عَمَلِ الْخَيْرَاتِ، وتَجَنُّبِ الْمُنْكَرَاتِ والسَّيِّئَاتِ.
وكَثِيْرٌ من الناس يَتَحَمَّلُونَ الْجُوعَ والْعَطَشَ في نَهَارِ رَمَضَانَ، لكن لا يَكُفُّونَ أَنْفُسَهُم عن الْمُحَرَّمَاتِ، ويَقْضُونَ أَوقَاتَهُم في الْمَلاَهِي وَالْمَلَذَّاتِ، وهم مُعْرِضُونَ عن ذِكْرِ الله، اعْلَمْ أخي الحبيب، أنّ اللَّعِبَ بِالشَّطْرَنْجِ والنَّرْدِ وَالْوَرَقِ، لا يَجُوزُ وإن لم يُحَدَّدْ شَرْطٌ، قال الشَّيْخُ الإمَامُ أَحْمَدُ رضا خان رَحِمَهُ الله تعالى: إنّ لَعِبَ الوَرَقِ والْجُنْجَفَةِ حَرَامٌ ولو كان بِغَيْرِ عِوَضٍ، ولأنّ فيه تَعْظِيْمَ صُورَةٍ[1].