أشياء تجعل المسلم سعيداً | يوسف فرواتي


نشرت: يوم الإثنين،22-يونيو-2020

أشياء تجعل المسلم سعيداً

بسم الله الرحمن الرحيم

رغم كل المصائب التي تصيب الإنسان وتسبب له الحزن والهم وهي من سنن الله في الأرض، ولكن هنا يأتي كرم إلهي ليجعل المسلم سعيداً ويكرمه بأمور تخفف عنه حزنه وألمه وتزيد من سعادته وهذه الأمور هي موضوع مقالنا هذا إن شاء الله وسنذكر عدة أمور تجعل المؤمن سعيداً وهي:

• الصديق الوفي
• الابن البار
• الزوجة الصالحة
• صحبة العلماء

الصديق الوفي

لا شك أن الصداقة الحقيقية هي قسم من أقسام السعادة والصديق الوفي هو نعمة من نعم الله تعالى، والصديق الحقيقي هو من يأخذ بيدك ليوصلك إلى الله تعالى وكل من يبعدك عن الله ليس بصديق بل هو عدوٌ ولو كان من أقرب الأصدقاء إليك لأن الحياة الحقيقية هي الآخرة وإن كان من تدعيه صديقك يدعوك لتخسر الحياة الحقيقية فهذا يعني أنه لا يكن لك حباً حقيقياً ولا يريد لك الحياة السعيدة، إن من أكثر ما يندم عليه الكفار يوم القيامة أنهم صاحبوا واتبعوا الضالين ولم يتبعوا الصالحين والأوفياء الذين كانوا يريدون لهم الحياة الحقيقية وكل صديق لم يكن يصاحبك لله يكون عدواً لك يوم القيامة وذلك بقول الله تعالى

الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ. (سورة الفرقان ٦٧)

وما أجمل أن يكون لديك صديق يحبك في الله وينصحك فيه ويريدك أن تكون صاحبه في الجنة ويقف معك في أشد الأوقات صعوبة لك ويذكرك بالقضاء والقدر ويساعدك على قدر ما يستطيعه، فعلاً هذا الصديق هو نعمة حقيقية وهو الذي يجعل حياتك سعيدة بشكل ما، هذا الصديق الحقيقي الذي ينبغي أن تبحث عنه وينبغي أن تبتعد عن كل من يبعدك عن حضرة الله جل جلاله وتيقن أنه ليس بصديق ولا صاحب لأنه يحرمك الحياة الحقيقية التي تكمن في الآخرة، وبفضل الله يقوم مركز الدعوة الإسلامية بتعزيز تلك الصداقة الصالحة حيث ستجد هنالك الكثير من الأحبة بالله الذين يحبونك في الله ويدلوك على الطريق المستقيم.

الابن البار

أن ترى ولدك الصغير يقف إلى جانبك في الصلاة هو نوع من أنواع السعادة، أن ترى ولدك الشاب يقضي معظم أوقاته في طلب العلم وقراءة القرآن نوع من أنواع السعادة، أن ترى ولدك يسعى بكل ما أوتي من قوة ليدخل السعادة على قلبك وقلب أمه نوع من أنواع السعادة، وتلك السعادة قد لا تشعر بها حتى تصبح أباً أو تصبحين أماً، فعلاً إن العقوق من الأولاد بلاء كبير من الله عز وجل فتخيل أن من ربيته سنوات وأن تعمل ليل نهار حتى تطعمه وتدخله إلى أفضل المدارس قد كبر ولا يحترمك ولا يكون معك في مصائبك والله هذا بلاء عظيم وألم كبير، لذا كان الأب البار من النعم العظيمة التي تمنح العبد السعادة والهناء في حياته وحتى بعد مماته، واعلم أن ذلك يعود لتربيتك لولدك ومعاملتك مع والدك فإذا ربيت ولدك على حب الله وحب رسوله الكريم فلا تتوقع منه أن يكون عاقاً إلا أن يكون بلاء من الله، وإنك إن عاملت والدك بحبٍّ واحترامٍ وكنت معه فاعلم أنه كما تدين تدان وسيكون ولدك باراً بك كما كنت أنت بار بوالدك إن شاء الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أن مركز الدعوة الإسلامية يعلم الأبناء على بر والديهم ويحثهم على السعي إلى طاعتهم والمبادرة إلى الإحسان إليهم.

الزوجة الصالحة

إنِّ من أجمل متاع الدنيا ومن خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة هذا حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال عليه الصلاة والسلام:

الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ. (رواه الإمام مسلم في صحيحه ١٠٩٠/٢)

ما أجمل أن تكون عندك تلك الزوجة الصالحة التي توقظك في الليل حتى تتقرب إلى الله أكثر والتي تعينك على الطاعات وتهيئ لك من الراحة النفسية والجسدية ما يعينك على التقرب من الله والابتعاد عما حرمه الله، ما أجمل أن تخرج من البيت وأنت مطمئن البال على أولادك وعرضك وأسرارك، أليس ذلك نوع من أنواع السعادة التي تمنح للعبد؟؟ هذا أجمل ما قد يحدث للمسلم وهذا أكثر ما قد يمنحه السعادة لأن الزوجة الصالحة تكون مع زوجها في جميع تفاصيل حياته في عسره الذي قد لا يحمله معه صديق وهي لا تمل من حبك ولا تكل من إسعادك، هذه فعلاً نعمة حقيقية وسعادة عظيمة للمسلم.

صحبة العلماء

إنِّ العلم هو طريق الوصول إلى الله عز وجل ونيل مرضاته فما عُبِد الله بجهل ولا ينبغي أن يكون ذلك فمثلاً كي تصح صلاتك عليك أن تعلم أركانها وشروطها وكذا حتى يصح إيمانك عليك معرفة الله وصفاته وكل ذلك لا يستطيع الإنسان معرفته بمفرده وإنما يحتاج لعلماء ربانيين ينقلون له العلم الصحيح الذي توارثوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبة عالم رباني يعرف الله ويدلك على الصواب من النعم العظيمة جداً ومن السعادة التي يحصلها المسلم، فالمسلم الذي يكرمه الله بمصاحبة العلماء الصالحين الذين يوصلونه إلى الله يكون قد حاز خيرا ًكثيراً وشعر بسعادة عظيمة لأنه عرف طريق الجنة وطريق رضا الله تعالى فصار ينهل من ذلك العلم حتى يكون يوم القيامة من زمرة الناجين ويحشر مع زمرة العلماء الصالحين.

لذا ينبغي على المسلم أن يبحث عن هذه الأمور ويدعوا الله أن يكرمه بها ومن جمعت له هذه الأمور فقد حاز خيراً عظيماً ومما يجمع بعضاً من هذه الأمور هو مركز الدعوة الإسلامية الذي يحث على نشر العلم والأخوة بالله عز وجل ويسعى لنشر الإسلام في جميع أنحاء العالم وهنالك ستجد الأخ الصالح والعالم العامل والناصح بإذن الله فلتكن حريصاً على هذه المنابر الدعوية التي تدعوا إلى الله حتى تنال الرضا والقبول من الله عز وجل.

تعليقات



رمز الحماية