مدونات مختارة
الأكثر شهرة
حلقة القرآن الكريم | الشيخ علاء زيات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد:
تحدّثنا سابقًا عن الأعمال الدينية الاثنتي عشر لمركز الدعوة الإسلامية، وبيّنَّا أنها تنقسم إلى خمسة أعمال يومية، وخمسة أسبوعية، وعملَيْن شهريّيْن، ثم فصّلنا الحديث عن حلقة التفسير وأهميتها.. واليوم نتحدّث عن عمل آخر يسمّى بـ"حلقة القرآن الكريم".
أهمية حلقة القرآن الكريم
تبقى الأمّة المحمّدية في خير ما كانت معتصمة بكتاب الله تعالى تلاوةً وتدبّرًا وعملاً.. وهو أمر يجب على الأمّة أن تورّثه أبناءها وأجيالها من بعدها، حتى تبقى الخيرية في هذه الأمة إلى يوم الدين.
وقد قال رسول اللّه ﷺ:
خيرُكم من تعلّم القرآنَ وعلّمه
ولئلا تقع في الإثم بهجر كتاب ربها كما قال تعالى:
وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُوراً ٣٠
قيل: هجر القُرْآن له أنواع:
* منها: هجر سَماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
* منها: هجر العَمَل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
* منها: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدّين وفروعه، واعتقاد أنه لا يُفِيد اليَقِين وأن أدلّته لفظية لا تحصّل العلم.
* منها: هجر تدبّره وتفهّمه ومَعْرِفَة ما أراد المتكلّم به منه.
* منها: هجر الاستشفاء والتداوي بِه في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شِفاء دائه من غيره، ويهجر التَّداوِي به وكل هذا داخل في قوله:
وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُوراً ٣٠
من هنا كانت إحدى رؤى فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى، حين سنَّ من الأعمال الدينية الاثنتي عشر حلقةً لتعليم تلاوة القرآن الكريم يوميًّا، انطلاقًا من الحديث الذي جاء عن رسول الله ﷺ أنه قال:
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتْهم الرحمة، وحفّتْهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده
وكذلك قول الحبيب ﷺ:
إنّ الّذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب
فبدأ مركز الدعوة الإسلامية "حلقة القرآن الكريم" تحت عدّة أهداف، أهمها: أن بعض الناس قد بلغوا سنًّا ولم يتمكّنوا من قراءة القرآن لأسباب، فهذه الحلقة نعمة لها لتعلّم القرآن الكريم وتعلّم المسائل الدينية.
فتقام هذه الحلقة في المسجد على منهج خاصّ من مركز الدعوة الإسلامية:
يشرف عليها أحد الدُّعاة المتقنين لتلاوة القرآن الكريم، ويرغّب الناس في حضورها، ومن ثم يعلّمهم أحكام التلاوة والتجويد حسب مستوياتهم، ويبيّن لهم فضل تعلّم القرآن الكريم وعظيم أجر تلاوته، ومن ذلك ما جاء في أحاديث المصطفى ﷺ:
فضل تلاوة القرآن الكريم
1. أهل القرآن لهم مكانة رفيعة يوم القيامة:
فعلى قدر تخلّق المسلم بكتاب الله تعالى يرفعه الله يوم القيامة بين الخلائق، وعلى قدر تخلِّيه عنه يضعه ويذلّه، وقد ورد عن النّبيّ ﷺ أنه قال:
إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أَقواما ويضع به آخرين
ثم مع هذه الرفعة يُكسى حلّة وتاج الكرامة، ويبقى في معارج الجنة يرتقي على قدر حفظه لكتاب الله تعالى، فعَنِ الحبيبِ ﷺ أنه قال:
يجيء صاحبُ القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب! حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب! زدْه، فيُلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب! ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقْرأ وارْقَ ويُزاد بكل آية حسنة
2. القرآن يشفع لأهله:
مهما اجتهد المسلم يبقى صاحب تقصير وذنوب، فيسعى لما يشفع له عند ربه ليغفر له المولى تقصيره وذنوبه، عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ:
اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه
وعن النّوّاسِ بنِ سَمعانَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهلِه الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، (وفيه): تُحاجّان عن صاحبهما
3. تعلّم تلاوة آية خير من غنيمة ناقة:
عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسولُ الله ﷺ ونحنُ في الصُّفَّة، فقال:
أيُّكم يحبُّ أن يَغدوَ كلَّ يومٍ إلى بُطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْن، في غير إثمٍ ولا قطع رحِمٍ؟ فقلنا: يا رسول الله ﷺ! نحبُّ ذلك... قال: ((أفلا يَغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزَّ وجل خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ له من أربعٍ، ومِنْ أعدادِهنّ من الإبل))
4. الجاهل والمتقن له أجره:
مهما كان عملك فلا تترك تلاوة القرآن وتعلّمه، فلكلّ واحد نصيب، وأجر من الله تعالى على هذه العبادة، فقد قال رسول الله ﷺ:
الماهر بالقرآن مع السَّفَرَة الكِرام البَرَرَة، والذي يقرأ القرآنَ، ويَتَتَعْتَع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يشفّع فينا القرآن، وأن يرفعنا بتلاوة وتعلّم القرآن، بجاه النبي المصطفى العدنان ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
تعليقات