دور مؤسسة FGRF خلال زلزال تركيا وسوريا | فهد محمد العطاري


نشرت: يوم السبت،29-أبريل-2023

دور مؤسسة FGRF خلال زلزال تركيا وسوريا

في غمضة عين تبدّل كل شيء، بعد هدوء الأرض، وسكون الليل، والناس نيام في أمن وأمان، وفجأة دون سابق إنذار؛ رجَّتِ الأرض واهتزّت أركانها، وتبدّل أمنها خوفًا، وتبدّلت سكينتها اضطرابًا، فعلا صياح الخوف، وانطلق صافر الإنذار،

ودوت صيحات النداء وأصوات الاستغاثة، وحصل ما لم يكن في الحسبان!

شهد العالم في الأيام القليلة الماضية مأساة حزينة، حيث تعرّضت بعض المدن إلى زلزال قويٍّ ومُدمِّر، ففي فجر يوم الاثنين الواقع ِفي اليوم السادس من شهر شباط عام 2023 م، والموافق لليوم الخامس عشر من شهر رجب عام 1444 هـ؛ ضرب زلزالٌ عنيف الأرض، وامتدّت آثاره من جنوب تركيا، حتى شمال غرب سوريا، زلزالٌ طوى التقسيمات الجغرافية، وجعل مدنًا بأكملها حطامًا، أحدث في غضون دقائق معدودةٍ فاجعةً تسبّبت في سقوط آلافِ المنازل، وتشتيتِ مئاتِ العوائل، واستوتِ الكبارُ والصغارُ والرجال والنساء أمامَ الشهادة، فاستشهد الناس بأعداد لا تحصى، والكثير منهم ما زالوا تحت الأنقاض.

حقّا إنها فاجعة كبرى تتألّم لها القلوب بزفرة، وتدمع لها الأعين بحرقة، وكلماتي هذه يعتصرها الألم فلا أستطيع البوح بما حدث، إنما أقف وقفةً صامتة يعروها الأسف، إنه القدر ولا نقول إلا ما يُرضِي ربنا جلّ وعلا، فهناك من أكرم بالشهادة، وهناك من أراد الله له احتسابَ صبره في البلاء، وهناك من أراد الله أن يذكّره بالتوبة والرجوع إليه، فهذا الزلزال آية من الله تعالى وعِبرة لكل مسلم، ولنا في هذا الحدث المؤسف وقفةٌ مع حديث رسول الله ﷺ:

لا تقوم الساعة حتى يُقبَضُ العلم، وتكثُرُ الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثُرُ الهرج

ماذا حدث بعد وقوع الزلزال؟

لم يكد الزلزال يضرب الأرض، حتى دعانا ضمير الإنسانية فانطلقت مئات الفرق الإغاثية لتتدارك المصابين جرّاء الزلزال،

ومن ضمن تلك الفِرَق كانت فرقتنا "مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية (FGRF)" التي تأسّست عام 2020 م، وهي إدارة إغاثية دولية تابعة لمركز الدعوة الإسلامية، تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للمتضرّرين من الكوارث والحوادث الطبيعية في جميع أنحاء العالم.

أنشطة مؤسّسة FGRF في مساعدة المتضرّرين من الزلزال:

ساهمت هذه المؤسسة بصورة هامة خلال حملة الإغاثة للمنكوبين في زلزال تركيا وسوريا، وسنذكر نشاطها في هذه الكارثة:

أولاً: قدمت "مؤسسة فيضان العالمية" مساعداتٍ عاجلةً للمتضررين، فقامت بتوزيع المواد الغذائية والأغطية الدافئة وحقائب الملابسِ على الأطفال والنازحين بسبب الزلزال.

ثانيًا: عملت المؤسسة على توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، فقدمت العون النفسي والمشورة الاجتماعية للمتضررين، وذلك للمساعدة في التغلب على صدمة الزلزال والتعامل مع الخسائر المادية والإنسانية التي تكبّدوها.

ثالثًا: انطلق عضو مجلس الشورى لمركز "الدعوة الإسلامية" الداعيةُ الإسلامي الشيخ عبد الحبيب العطاري -حفظه الله تعالى- في رحلة استطلاعية لمساعدة الناس واستكشاف الأوضاع لإغاثة ومساعدة الأهالي المنكوبين وإنقاذ المصابين وتوفير الغذاء والاحتياجات الضرورية لهم.

رابعًا: تبرّع الآلاف من المحبين من مختلف الدول حول العالم من خلال منصة مؤسسة (FGRF) لمساعدة المنكوبين جراء الزلزال في تركيا وسوريا.

خامسًا: تطوّع الكثير من الشباب والأهالي بالتعاون مع فريق المؤسسة لخدمة الناس ورعايتهم وإيصال صناديق التبرعات للمتضررين في شمال غرب سوريا وجنوب تركيا.

سادسًا: لا تزال المؤسسة تعمل على مساعدة الناس ودعمهم، وتأمل في إيصال المُؤَنِ والاحتياجاتِ اللاّزمةِ لهم حتى يومنا هذا.

سابعًا: على الرغم من كارثة الزلزال؛ لم تنس المؤسسة من تضرَّر وأُصيب خلال حادثة الفيضانات في باكستان، ولا زال العمل جارٍ على خدمتهم وإعانتهم.

وما ذكرته جزء يسير من هذه النشاطات التي لا تزال حتى الآن مستمرة بتوفيق الله تعالى وكرمه.

نداء عاجل لكل قارئ:

أخي القارئ: إن إخواننا في تركيا وسوريا قد فقدوا ما كانوا يملكونه بالأمس، فأصبحوا يبيتون في العَراء، ولا يمكنهم توفير الغذاء أو الإسعافات، وها قد أشرف موسم جمع الخيرات والحسنات، يقول الحبيب المصطفى ﷺ:

إن الصدقة لتُطفِئ غضب الرب، وتَدفَع مِيتة السوء

فالصدقة بابٌ عظيم من أبواب الخير، يفتحه الله تعالى على عباده من أهل الخير ليزدادوا أجرًا ويضاعفوا حسناتهم، فطوبى لمن كان من هؤلاء المحسنين، فبادر أخي القارئُ وقفْ وِقفة الإنسان المسلم الحقيقي في مساعدة إخوانك المتضررين، وكن جنبًا إلى جنبٍ مع فريق مؤسسة (FGRF) للإغاثة الإنسانية، بادر بتقديم كل ما تستطيع من دعم لهؤلاء المتأثرين، فهم الآن بحاجة ماسة لذلك.

نسأل الله تعالى أن يجعلَنا من أهل الخير وأصحاب القلوب الطيبة الذين يتألّمون لما يصيبُ إخوتَهم المسلمين ويسعون لتخفيف حجم معاناتهم بكل ما يستطيعون، إنه هو وليّ ذلك والقادر عليه.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية