مدونات مختارة
الأكثر شهرة
معًا لنحصد مستقبلًا مزدهرًا | فهد محمد العطاري
تعد الأشجار والنباتات من أهم الموارد الطبيعية على وجه الأرض، فالغابات ليست مجرد أماكن جميلة مملوؤة بالنباتات والحيوانات، بل إنها تقوم بدور مهمٍّ في حفظ التوازن البيئي وتوفير الأوكسجين وتخزين الكربون، ومع ذلك فإنها تواجه العديد من التهديدات المستمرة مثل التصحر والتلوث البيئي والبيولوجي وأيضا استغلال الموارد غير المستدامة.
الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة
تلعب الأشجار دورًا بارزًا في الحفاظ على صحة البيئة والمجتمع، وتحسين جودة الحياة على وجه الأرض فهي توفر العديد من الفوائد المهمة التي تؤثر إيجابيًا على البيئة والمجتمع.
لذا سأعرض لكم بعض هذه الفوائد:
المحافظة على التربة: الأشجار والنباتات تعمل على منع تآكل التربة الزراعية بواسطة امتصاص المياه الزائدة وتقليل تدفق المياه السطحية، وتساهم في الحفاظ على التربة الخصبة وتحسين جودة الأراضي الزراعية.
تنظيم المناخ: تقوم الأشجار على تنظيم المناخ وتخفيف تأثير التغيرات المناخية، فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في جسمها، مما يساهم في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري وتخفيض درجات الحرارة في المناطق المحيطة بها.
تحسين جودة الهواء: تعمل الأشجار على تنقية الهواء من الغبار والشوائب وامتصاص الملوثات الجوّية مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين وامتصاص الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس، بالإضافة إلى ذلك فإن الأشجار تعزز من مستوى الأوكسجين في الجو وتقلل من تلوث الهواء.
الأشجار مأوى للحياة البرية: تعتبر الغابات الموطن الطبيعي للعديد من الكائنات الحية، بما في ذلك الحيوانات والطيور والحشرات وكذلك الإنسان، كما أنها توفر مأوى آمنًا ومواد غذائية للكائنات الحية، وتسهم بالحفاظ على التنوع البيولوجي.
تحسين الصحة العقلية: ثبت علميًا أن الجلوس بقرب الأشجار أو في المحيطات الخضراء يساهم في تحسين الصحة العقلية والنفسية والبدنية، كما يمكن للأشجار والمساحات الخضراء أن توفر بيئة هادئة ومريحة وتقلل من مستويات التوتر والقلق وتعزز الشعور بالسعادة والانتعاش.
توفير الغذاء: الأشجار لها دور كبير في توفير الثمار والفواكه للكائنات الحيّة بشكل عام.
دور مؤسّسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية (FGRF) في غرس الأشجار
إن زراعة الأشجار وزيادة المساحات الخضراء هو مسؤولية واجب كل فرد في هذا المجتمع ولذا قامت مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية بإطلاق هذه المبادرة كجزء من مسؤولية المجتمع فزرعت أكثر من مليوني شجرة في دول أوروبا وآسيا وأفريقيا، والآن بعد أن أدركنا أهمية الأشجار والغابات وجب علينا أن نعمل معًا على الحفاظ عليها ونسعى لزراعة المزيد من الأشجار في جميع أنحاء العالم.
وفي مناشدة من قبل مؤسّس مركز الدعوة الإسلامية فضيلة الشيخ محمد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى لجميع الأمة من أجل زرع الأشجار وغرس النباتات، وتعمل مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية (FGRF) جاهدة على تنفيذ حملة التشجير بهدف إعادة الحياة إلى الأرض ومحاربة التغير المناخي تحت شعار:" ازرع بذرة لتنمو شجرة".
الهدف من مشروع حملة غرس الأشجار
وتعد هذه الحملة مبادرة طموحة لزراعة الأشجار في مختلف أنحاء العالم، حيث تهدف إلى زيادة مساحة الغابات وتعزيز التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تحسين جودة الهواء وتنظيم مناخ الأرض والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري والأجواء المتقلبة.
نشاطات حملة غرس الأشجار
تشمل هذه الأنشطة توعية الناس بأهمية الغابات والأشجار وتأثيرها على حياتنا والبيئة، كما تعمل المؤسسة على توفير البذور والشتلات النباتية للمتطوعين وتوجيههم حول كيفية زراعتها ورعايتها بشكل صحيح.
بالإضافة لذلك، تقوم المؤسسة بتنظيم حملات للتشجير الجماعي حيث يشارك الآلاف من الأفراد بزراعة الأشجار في مناطق محددة مثل المدارس والحدائق العامة والأماكن العامة الأخرى.
كيف يمكننا المساهمة في غرس الأشجار؟
يمكن للأفراد المهتمين بالمحافظة على البيئة التطوع للمشاركة في عمليات الزراعة والري والعناية بالأشجار المزروعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات والمنظمات الأخرى التعاون مع مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية (FGRF) وتقديم الدعم المادي والتقني لتنفيذ المشروعات التشجيرية في مختلف الدول حول العالم.
ما هي الفوائد التي تعود علينا من حملة غرس الأشجار؟
كما ذكرنا سابقا فالأشجار تعمل على تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص الغازات الضارة وإطلاق الأكسجين، وتساعد الغابات في منع التصحر وحماية التربة من التعرية وتؤثر بشكل إيجابي على دورة الماء وتقليل تأثير الفيضانات، وبشكل عام فإن الفائدة العظمى هي عيش حياة خالية من التلوث في مجتمع أخضر.
عزيزي القارئ: هل تعلم ماهي فضيلة غرس الأشجار؟
غرس الأشجار من الأعمال الصالحة التي يغفل عنها كثير من الناس فقد حثّنا الإسلام على ذلك ورغَّبنا فيه، قال رسول الله ﷺ:
"ما من مسلمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أو يزرَعُ زَرْعًا، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إلا ّكان له به صدقةٌ" (صحيح البخاري: 2/85، (2320)).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن قامت الساعةُ وبيدِ أحدكم فَسِيلَة فإِن استطاع ألاّ يقوم حتى يَغْرِسَها فليفعلْ " (مسند الإمام أحمد بن حنبل: 4/380، (12980)).
والفسيلة: النخلة الصغيرة التي ينبت النخل المثمر منها.
أخي العزيز! اسأل نفسك متى زرعتَ بذرة أو غرستَ شجرة لكي يستفاد من ثمارها وظلالها؟ تخيّل كيف ستكون الأرض من دون أشجار؟ ما هي خطواتك القادمة لحماية الأشجار المحيطة بك وزراعة أشجار جديدة؟ إذا لم تجد الإجابة فإذا حاول أن تسعى وتبادر لغرس الأشجار، لما لها من أجر عظيم وهي سنة عظيمة تعود فائدتها على المجتمع والأجيال القادمة.
هناك حقيقة لا بد أن تعلمها أخي الحبيب وهي أن تلك الأشجار ستكون صدقة جارية لك ولأفراد عائلتك.
في الختام!
تعد حملة التشجير استثمار حقيقيّ في الدنيا والآخرة؛ لأنها تساعد في حماية كوكب الأرض من التلوث البيئي ودفع المخاطر الناجمة منه، فلا تتردّد، وابدأ الآن وكن عضوًا فعّالاً في المبادرة العالمية لزراعة الأشجار.
وأخيرًا ليكن هذا الشعار شعارك "معًا نغرس الأمل، ونصنع عالَمًا أفضل".
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية
تعليقات