الباقيات الصالحات | الشيخ علاء زيات


نشرت: يوم الخميس،24-أغسطس-2017

الباقيات الصالحات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد:

فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يستشعر الإنسان معنى الحضور مع الله تعالى ستراه لا يسهو عن ذكره، لأنه عاش حلاوة المجالسة مع الله سبحانه، ولأنه سمع أحس بكلام الله تعالى الذي ورد في الحديث القدسي:

((أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني...)). متفق عليه.

وإن من رحمة الله تعالى بنا أن نوّع لنا أشكال الذكر، ومن هذه الأشكال ما سماه سبحانه: الباقيات الصالحات، يقُوْل الْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى في محكم تنزيله:

﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾. [الكهف:46].

وقد بين جُمهور من الْمُفَسرِين على أن الْبَاقِيَات الْصَّالحَات هُنَّ:

((سُبْحَان الْلَّه، وَالْحَمْد لِلَّه، وَلَا إِلَه إِلَّا الْلَّه، وَالْلَّه أَكْبَر)).

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

((ألا أدلُّك على غراسٍ هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ يُغرَس لك بكل كلمة منها شجرةً في الجنة)) رواه ابن ماجه والمنذري.

سبحان الله:

التسبيح: هو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل النقائص، وهذا من أحب الكلام إلى الله تعالى، فقد ورد عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال:

((ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟)) قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله..فقال: ((إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده)). رواه مسلم.

وأما أجره... فيفكر الخطايا والذنوب مهما كانت كثيرة، قال الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

((من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)). (رواه البخاري).

الحمد لله:

الإنسان يعيش حياته بين أهم نعمتين من الله سبحانه وتعالى: نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد.

فالله تعالى هو الذي أوجده من العدم، ثم أمده بالقوة والنعم... وحريٌّ بهذا الإنسان أن يحمد الله تعالى دائماً على جميع نعمه حتى ينال رضاه سبحانه وتعالى، يقول الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

((إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)).

لا إله إلا الله:

لا أحد منا يخفى عليه معنى وعظمة كلمة التوحيد، هذه الكلمة التي بعث بها كل الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، كيف لا وهي مفتاح الجنان، وفيها النجاة من النيران، فقد روي عن الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال:

((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)). (رواه أبو داود والحاكم).

وقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)) (رواه البخاري).

الله أكبر:

مفتاح الدخول على الله تعالى، أن تخلع الكون بما فيه وترميه خلف ظهرك حينما ترفع يديك وتصدع بالتكبير، ولسان حالك يقول: الله أكبر في قلبي من كل هذا الوجود...

قال الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

((التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض...)). (سنن الترمذي).

إذا كان العبد صادقاً في محبته لمولاه، أكثر من الثناء عليه، وأكثر من ذكر ما يحبه سبحانه وتعالى، فقد ورد عن حبيب الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال:

((أحبُّ الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)). (رواه مسلم).

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، ويلهمنا اليقظة والاستشعار بمعاني الباقيات الصالحات، حتى تكون ألستنا معطرة بتردادها إنه سميع قريب مجيب...

كما نسأله أن يوفقنا في مركز الدعوة الإسلامية لحقيقة الاتصال به سبحانه، وبحبيبه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، حتى نكون يوم القيامة من الناجين، ومن أهل جنان النعيم...

وصلى الله تعالى على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين...

تعليقات



رمز الحماية