مدونات مختارة
الأكثر شهرة
اليوم العالمي للغة العربية | يوسف عبدالقادر فرواتي
اللغة العربية روح العرب والحافظة لثقافتهم وتاريخهم وهي منطلق الدين ولغة القرآن الكريم، ولا تخفى أهمية اللغة عن أي قوم أو ملة، فهي عصبهم والرابط الوثيق بينهم، وتكمن الأهمية البالغة للغة أنه لن تستطيع المجتمعات التواصل فيما بينها بسهولة واتفاق إلا باللغة، وفي هذا المقال سنعرض ضرورة وأهمية اللغة العربية في هذه السطور وسنتعرف على ذلك إن شاء الله تعالى:
- أهمية اللغة العربية
- اليوم العالمي للّغة العربية وسبب اختيار هذا اليوم، ولمحة عما يحدث في هذا اليوم من تفاعلات ومنشورات وما إلى ذلك.
- مساهمة مركز الدعوة الإسلامية لإحياء اللغة العربية وبعض الجهود القائمة في هذا المجال.
- أهمية العمل والتخطيط لإحياء وتحسين اللغة العربية.
أهمية اللغة العربية:
للغة العربية أهمية بالغة ومنزلة عالية وفضيلة ليس لغيرها من اللغات، ويرجع ذلك لأسباب عديدة لعل أبرزها يظهر بأنها لغة القرآن الكريم وهو أفضل كتاب على وجه الأرض فهو كتاب الخالق الرحيم رب العالمين، وبأنها لغة سيد المرسلين وخاتم الأنبياء المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها لغة أهل الجنة في الجنة، وعلى هذا فالشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها كانت باللغة العربية ولكي يفهم المسلم دينه ويتعمق في جزئياته كان لا بد له من إتقان اللغة العربية، ونظرا للمفردات الهائلة الموجودة في هذه اللغة والتي لا توجد في أي لغة أخرى فهذا بالطبع أيضا يمنحها قوة على باقي اللغات، فاللغة العربية تتميز بالبلاغة وأساليبها البلاغية الموجودة في تنوّع المفردات والمرادفات والحقيقة المجاز..، وبهذا تمتاز على أي لغة أخرى فرب كلمة عربية تحتاج لسبع أو ثماني كلمات من لغة أخرى حتى تفسرها وتعطي نفس المعنى، فهذا بلا شك دليل على قوة اللغة وأهميتها.
اليوم العالمي للّغة العربية وسبب اختيار هذا اليوم، ولمحة عما يحدث في هذا اليوم من تفاعلات ومنشورات وما إلى ذلك..
اليوم العالمي للغة العربية هو اليوم الثامن عشر من شهر كانون الأول كل عام، وسبب اختيار هذا اليوم يوما عالمياً للغة العربية يرجع إلى إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. كما نشره موقع ويكيبديا
وفي مثل هذا اليوم _ اليوم العالمي للغة العربية_ يتفاعل العرب بمناسبة هذا اليوم وتكثر المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها تفاخر الناس باللغة العربية وتعبيرهم عن حبهم الشديد لها وتكثر المنشورات والمقالات التي تتحدث عن أهمية اللغة العربية ونبذات عن جمالها وعلو مقامها، وتقام الحفلات في المدارس لتوعية الأطفال على أهمية لغتهم العربية ولا سيما الفصحى والحفاظ على تراثها الجميل والكبير، ويحدث في هذا اليوم الكثير من النشاطات الجميلة والأفكار الرائعة.
مساهمة مركز الدعوة الإسلامية لإحياء اللغة العربية وبعض الجهود القائمة في هذا المجال
يهتم مركز الدعوة الإسلامية باللغة العربية وتراثها كثيراً رغم أنه ليس من تأسيس عربي ولكن هنالك رابطة أقوى من الدم والأرض ألا وهي رابطة العقيدة، فالمسلمون قلب واحد وجسد واحد لا يفرقهم جنس ولا عرق ولا أرض ولا تمييز بينهم أبدا إلا بالتقوى، وهذا ما يسير عليه مركز الدعوة الإسلامية، فاهتمامه باللغة العربية راجع لاهتمامه بالشريعة الإسلامية ونشر السنّة الشريفة، واللغة العربية لغة القرآن أولا ولغة السنة النبوية وأصول الشريعة كذلك، فلهذا أقام المركز شعب عديدة تهتم بالتنقيح للكتب وتدقيقها وطباعتها ونشرها، كما أن هنالك شعبة تُعنى بالشؤون العربية، وتهتم بالعمل الميداني في الدول العربية في نشر الدعوة إلى الله ونشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما لم يغفل المركز جانب التواصل الاجتماعي فخصص شبعة للعمل فيها تصوير دروس العلم والتزكية ونشرها ومنشورات تذكيرية دعوية باستمرار، إضافة لدبلجة دروس ونصائح فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى ودبلجة أفلام الكرتون للأطفال وكل هذا الجهد يقام باللغة العربية الفصحى كما أن جهدٌ قائم لفتح قناة مدني الفضائية باللغة العربية لنشر البرامج الدعوية والمفيدة عليها إن شاء الله تعالى
أهمية العمل والتخطيط لإحياء وتحسين اللغة العربية:
مع الأسف البالغ فإن اللغة الفصحى تختفي يوما بعد يوم في طيات اللغات العامية الشعبية التي اختلطت باللغات الأخرى فلن تجد في هذا الزمن مجتمعا يتكلمون باللغة الفصحى وإنما لغة عربية ممزوجة باللهجات العامية البعيدة عن اللغة الفصحى الداخل فيها لغات أجنبية وكلمات عربية حرّفت وتَغيّر لفظها وربما وضعت على غير معنى، وهذه بحد ذاته طامة خطيرة وإذا استمر هذا الحال فربما ستضيع اللغة وتختفي ويبقى منها كتاب الله تعالى والكتب الإسلامية التي تحتاج فيما بعد إلى ترجمة للّهجات العامية المختلفة لتوضيحها وشرحها، ولذا فالحل الأمثل أن نعمل بجهد كبير للحفاظ على اللغة العربية وذلك باهتمامنا بها أكثر من أي وقت مضى وتعليمها لكل الفئات العمرية لاسيما الناشئة منهم، والعمل على إخراج الكلمات الأجنبية من لهجاتنا وكلامنا ومن ثم تصحيح الكلمات المحرّفة والمبدلة وإرجاعها إلى أصلها، كما لا ننسى تعزيز الافتخار بهذه اللغة العريقة لغة القرآن ولغة النبي صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة.
في الختام، ينبغي أن نعيد ربط اللغة العربية فينا فهي ليست مجرد لغة وإنما ثقافة وتاريخ ودين وميراث عظيم، ولنجعل هذا الهدف ذو أهمية في حياتنا لتقوية اللغة العربية وإرجاعها إلى عزها ومكانتها وهو أحد وأهم الأهداف التي ينبغي أن نعمل عليها ونبذل لها الجهد الكثير ليبقى لنا ديننا ويبقى لنا تاريخنا وثقافتنا، بفضل الله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين، والحمد لله رب العالمين
تعليقات