عنوان الكتاب: علاج الغضب

مالَه في عينه فيمنَعه من حُقُوقه ويرغَب في أموال الناس، وإذا كان الرجل غَضُوبًا أَدَرْناه بيننا كما يُدير الصبيانُ الكُرَةَ بينهم ولو كان يُحْيي الْمَوتى بدعوته لم نَيْأَس منه، فإنَّما يَبْني ويَهْدِمُ في كلمة واحدة، وإذا سَكِرَ قُدْناه إلى كلِّ سوء كما تُقَادُ الغنَمُ بأذنها حيث نشاء فقد أخبَره الشيطانُ أنَّ الذي يغضَب يكون في يد الشيطان كالكُرَة في أيدي الصبيان فينبغي للذي يغضَب أن يصبر لِكيلا يصِير أسِير الشيطانِ ولا يحبط عملُه([1]). وقال حجَّة الإسلام الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: كثير من الناس يدخُلون النارَ بالغَضَب([2]). وقال الحسن رحمه الله تعالى: يا ابن آدم كلَّما غَضِبْتَ وَثَبْتَ، ويُوشك أن تَثِب وثبةً فتقع في النارِ([3]).

أَيُّها الْمُسلمون: معنى حقيقة الغَضَب: غَلَيانُ دم القَلْب لطَلْب الانتقام ممَّن حصل منه الأذى، فمتى غضَبَ



([1]) ذكره أبو الليث السمرقندي (ت ٣٧٣هـ) في "تنبيه الغافلين"، صـ١١٠.

([2]) ذكره الغزالي في "كيمياء السعادة"، ، ٢/٦٠١.

([3]) ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب ذم الغضب والحقد، ٣/٢٠٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

17