يجد هدياً فليصم ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةً إذا رجع إلى أهله" وطاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين قدم مكة: فاستلم الركن أول شىء، ثم خبَّ ثلاثة أطوافٍ من السبع ومشى أربعة أطواف، ثم ركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين ثم سلم، فانصرف فأتى الصفا، فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف، ثم لم يحلل من شىء حَرُمَ منه حتى قضى حجَّه ونحر هديه يوم النحر، وأفاض فطاف بالبيت، ثم حل من كل شىء حرم منه، وفعل الناس فعل ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، من أهدى وساق الهدي من الناس.
1806ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر، عن حفصة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:
يارسول اللّه، ما شأن الناس قد حلُّوا ولم تحلِلْ أنت من عمرتك؟ فقال: "إنِّي لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحلُّ حتى أنحر [الهدي]".
25- [باب الرجل يُهلُّ بالحج ثم يجعلها عمرة]
1807ـ حدثنا هنّاد يعني ابن السَّرِي عن ابن أبي زائدة، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن سليم بن الأسود
أن أبا ذرّ كان يقول فيمن حج ثم فسخها بعمرة: لم يكن ذلك إلا للرّكب الذين كانوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1808ـ حدثنا النفيلي، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد قال: أخبرني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن الحارث بن بلال بن الحارث، عن أبيه قال:
قلت: يارسول اللّه، فَسْخُ الحج لنا خاصةً أو لمن بعدنا؟ قال: "بل لكم خاصةً".
26- باب الرجل يحج عن غيره
1809ـ حدثنا القعنبي، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن عباس قال:
كان الفضل بن عباس رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشقِّ الآخر، فقالت: يارسول اللّه، إن فريضة اللّه [عزوجل] على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: "نعم" وذلك في حجة الوداع.
1810ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم بمعناه قالا: ثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبي رَزين، قال حفص في حديثه: رجل من بني عامر أنه قال:
يارسول اللّه، إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعنَ، قال: "احجج عن أبيك واعتمر".