عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الأول

بلالاً فليؤذن، قال: فقال عمر: أما إني قد رأيت مثل الذي رأى، ولكن لما سُبقت استحييت قال: وحدثنا أصحابنا قال: وكان الرجل إذا جاء يسأل فيخبر بما سُبِق من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من بين قائم وراكع وقاعدٍ ومصلٍّ مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال ابن المثنى: قال عمرو: وحدثني بها حصين عن ابن أبي ليلى حتى جاء معاذ، قال شعبة: وقد سمعتها من حصين فقال: لا أراه على حال، إلى قوله: "كذلك فافعلوا".

قال أبو داود: ثم رجعت إلى حديث عمرو بن مرزوق قال: فجاء معاذ فاشاروا إليه، قال شعبة: وهذه سمعتها من حصين قال: فقال معاذ: لا أراه على حال إلا كنت عليها، قال: فقال: إن معاذاً قد سَنَّ لكم سنة، كذلك فافعلوا.

قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام ثم أُنزل رمضان، وكانوا قوماً لم يتعودوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديداً، فكان من لم يصم أطعم مسكيناً، فنزلت هذه الآية: {فمن شهد منكم الشَّهر فليصمه} فكانت الرخصة للمريض والمسافر، فأمروا بالصيام.

قال: وحدثنا أصحابنا قال: وكان الرجل إذا أفطر فنام قبل أن يأكل لم يأكل حتى يصبح، قال: فجاء عمر بن الخطاب فأراد امرأته فقالت: إني قد نمت، فظن أنها تعتلّ فأتاها، فجاء رجل من الأنصار، فأراد الطعام: فقالوا: حتى نسخن لك شيئاً فنام، فلما أصبحوا نزلت عليه هذه الآية: {أحلّ لكم الصِّيام الرَّفث إلى نسائكم}.

507ـ حدثنا محمد بن المثنى، عن أبي داود، ح وحدثنا نصر بن المهاجر، ثنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل قال:

أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، وساق نصر الحديث بطوله، واقتصَّ ابن المثنَّى منه قصة صلاتهم نحو بيت المقدس قط، قال: الحال الثالث أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قام المدينة فصلى يعني نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهراً، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية: {قد نرى تقلُّب وجهك في السَّماء فلنولّينَّك قبلةً ترضاها، فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولُّوا وجوهكم شطره} فوجهه اللّه عزوجل إلى الكعبة، وتمََّ حديثه، وسمى نصرٌ صاحب الرؤيا قال: فجاء عبد اللّه بن زيد رجل من الأنصار، وقال فيه فاستقبل القبلة قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن محمداً رسول اللّه، أشهد أن محمداً رسول اللّه، حي على الصلاة؛ مرتين، حيّ على الفلاح؛ مرتين، اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه. ثم أمهل هنيَّة ثم قام فقال مثلها، إلا أنه قال: زاد بعد ما قال: حي على الفلاح: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، قال فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لقِّنها بلالاً" فأذن بها بلال.

وقال في الصوم قال: فإِن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء؛ فأنزل اللّه تعالى: {كتب عليكم الصِّيام كما كتب على الّذين من قبلكم} إلى قوله: {طعام مسكينٍ}




إنتقل إلى

عدد الصفحات

406