(( لَتَبَّعُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، بَاعاً بِبَاعٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، وَشِبْراً بِشِبْرٍ، حّتَّى لَوْ دَخلُوا فِي جُحْرِ ضّبٍّ، لَدَخَلْتُمْ فِيهِ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ ((فَمَنْ، إِذاً؟)).
في الزوائد: إسناده صحيح. رجال ثقات.
((18)) باب فتنة المال
3995- حدّثنا عِيسى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْريُّ. أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنَ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُريِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّه سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْريَّ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالاَ:
((لاَ. وَاللهِ! مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ! إِلاَّ مَا يُخْرِجُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ ((كَيْفَ قُلْتَ؟)) قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ يَأْتِي الْخِيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِن الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إلاَّ بَخِيْرٍ. أوَ خَيْرٌ هُوَ؟ إِنَّ كَلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلَ حَبَطاً أَوْ يُلِمُّ. إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ. أَكَلَتْ، حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ ((امْتَدَّتْ)) خَاصِرَ تَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ اجْتَرَّتْ، فَعَادَتْ، فَأَكَلَتْ، فَمَنْ يَأْخُذُ مَالاً بِحَقِّهِ، يُبَارَكُ لَهُ. وَمَنْ يَأْخُذُ مَالاً بَغَيْرِ حَقِّهِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعَ)).
3996- حدّثنا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِيُّ. أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. أَنَبَأنَا عُمْرُو بْنُ الْحَرِثِ؛ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ يَزيِدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
((إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ، أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟)) قَالَ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((أَوْ عَيْرَ ذلِكَ. تَتَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدابرَونَ، ثُمَّ تَتَبَاغَضوُنَ. أَوْ نَحْوَ ذلِكَ. ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ. فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ)).
3997- حدّثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْمِصْرِيُّ. أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، إِلَى الْبَحْرَيْنِ، يَأْتِي بِجزْيَتِهَا. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وهُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ. فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بَقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ. فَوَافَوْا صلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، انْصَرَفَ. فَتَعَرَّضُوا لَهُ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ. ثُمَّ قَالَ:
((أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ؟)) قَالُوا: أَجَلْ. يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ ((أَبْشْرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ. فَوَاللهِ! مَا الْفَقْرَ أَخُشى عَلَيْكُمْ. وَلِكِّني أَخْشى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا. فَتُهْلِكَتَهُمْ)).
((19)) باب فتنة النساء