عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الرابع

              إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال عمي عامر:

قد علمت خيبر إني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر.

فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب يسفل له فرجع السيف على ساقه قطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة بن الأكوع لقيت ناسا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا بطل عمل عامر قتل نفسه قال سلمة فجئت إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم أبكي قلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال من قال ذاك قلت ناس من أصحابك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب من قال ذاك بل له أجره مرتين أنه حين خرج إلى خيبر جعل يرجز بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم يسوق الركاب وهو يقول

تالله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا

إن الذين قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا

ونحن عن فضلك ما استغنينا * فثبت الأقدام إن لاقينا

             وأنزلن سكينة علينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال عامر يا رسول الله قال غفر لك ربك قال وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال يا رسول الله لو متعتنا بعامر فقدم فاستشهد قال سلمة ثم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى علي فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله قال فجئت به أقوده أرمد فبصق نبي الله صلى الله عليه وسلم في عينه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:

قد علمت خيبر إني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب

                 إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره

           أوفيهم بالصاع كيل السندرة

ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه قال:

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال:

-قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا أنا ورباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله كنت أريد أن أبديه معه الإبل فلما كان بغلس غار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل راعيها وخرج يطردها وهو وأناس معه في خيل فقلت يا رباح أقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد




إنتقل إلى

عدد الصفحات

657