كان لكَ في مُتقدِّمِنا إيّاكَ فِكرَةٌ؟ أمَا رَأَيتَ انْقِطاعَ أَعمالِنا عنّا وأنتَ في الْمُهلَةِ؟ فهَلاّ استَدرَكْتَ ما فاتَ إخوانَك؟ وتُنادِيه بِقَاعُ الأَرضِ: أيُّها الْمُغترُّ بظاهِرِ الدُّنيا! هلاَّ اعْتَبَرتَ بمَن غُيِّبَ مِن أهلِك في بَطنِ الأَرضِ مِمَّن غَرَّتْه الدُّنيا قَبلَكَ؟»[1].
إخوتي الأحباء! في الْحَقيقَةِ إنَّ كُلَّ مَن ماتَ ترك لنا رِسالَةً صامِتَةً أثناء ذهابه إلى القَبرِ: إنَّكم تَمُوتُون كما مُتُّ، وإنَّكم سَتُدفَنون كما أُدفَنُ تَحتَ التُّرابِ.
الامتحان على الباب
إخوتي في الله! عِندَما يَقْتَرِبُ مَوعِدُ امتِحانات الْمَدارِسِ أو الْجامِعات تَرَى الطُّلاَّبَ يَجتَهِدُونَ في التَّحضِيرِ لها، وهَمُّهم هو الامتِحانُ فَقَط، ويَدعُونَ اللهَ أن يُوَفِّقَهم، وقد تَرَى البعضَ يُعطِي الرِّشوَةَ لِلْمُراقبين..إنَّما حُلْمُهم الوَحِيدُ أنْ يَنجَحُوا في الامتِحانِ الدُّنْيَوِيّ بدَرَجَةِ مُمتاز.