أَلا يا دارُ لا يَدخُلكِ حُزْنٌ |
و لا يَعْبَثُ بِساكِنكِ الزَّمانُ |
فنِعْمَ الدّارُ أنتِ لكلِّ ضَيفٍ |
إذا ما الضَّيفُ أَعوَزَه المكانُ |
قال: ثُمَّ مَرَرْتُ بها بعدَ مُدَّةٍ فإذا البابُ مُسَوَّدٌ والجميعُ مُبَدَّدٌ، وقد ظَهَرَ عليها كآبةُ الذُّلِّ والهوان وأَنشَدَ لسانُ الحال:
ذَهَبَتْ مَحاسِنُها وبانَ شُجُونُها |
وَالدَّهْرُ لا يُبْقِي مَكانًا سالِمًا |
فَاسْتَبْدَلَتْ من أُنْسِها بِتَوَحُّشٍ |
ومن السُّرُورِ بِها عَزَاءً راغِمًا |
قال: فسأَلْتُ عن خَبَرها فقيل لي: مات صاحبها فَآلَ أَمرُها إلى ما تَرَى فَقَرَعْتُ الباب الذي كان لا يُقْرَعُ فكَلَّمَتني جاريةٌ بكلامٍ ضَعيفٍ فقلتُ لها: يا جاريةُ ! أينَ بَهجَةُ هذا المكان وأين أنوارُه وأين شُمُوسُه وأَقْمارُه وأين