قُصَّادُه وأين زُوَّارُه ؟ فبَكَتْ ثُمَّ قالت: يا شيخ ! كانوا فيه على سبيل العارية ثُمَّ نَقَلَتْهُم الأَقْدار إلى دار القَرارِ وهذه عادة الدنيا تُرَحِّلُ مَن سَكَنَ فيها وتُسِيءُ إلى مَن أَحسَنَ إليها فقُلتُ لها: يا جاريةُ! مَرَرْتُ بها في بعض الأَعْوامِ وفي هذا الرَّوشَنِ جاريةٌ تُغَنِّي:
ألا يا دارُ لا يَدْخُلكِ حُزْنٌ |
فبَكَتْ وقالت: أنا والله تلك الجاريةُ ولم يَبقِ من أهلِ هذه الدّار أحدٌ غيري فَالوَيلُ لِمَن غَرَّتْهُ دُنياهُ[1].
أيّها المسلمون: انظُروا إلى هذه الحكاية كيف وَقَعَتْ هذه على أهل هذه الدّار وهم مع ذلك مُشتغِلون بزينة الدنيا ولذَّاتِها ومُنْهَمكون في شَهَواتِها، وهم مُتشاغِلون عن ذكرِ قبورِهم، ومُستَغرِقون في المعاصي والْخُمُور والملاهي والمِزْمارِ، ومُنْغَمِسون في اتِّخاذ البُيوت والقُصُور ولكن قد