(يرفع) يتعلّق به قولُه ½بتجريده¼, أي: يرفع العقلُ بسبب التجريد (التعدّدَ) الحاصل بين ذينك المثلين فيصيران متحدين والاتحاد جامع عقليّ (أو) بأن يكون بينهما (تضايف) بأن يكون تعقّل كلٍّ منهما متوقّفًا على تعقّل الآخر (كما) أي: كالتضايف الذي (بين العلّة والمعلول) فيصحّ العطف في نحو ½الإصبع محرِّك والقلم متحرِّك¼ و½النار محرِّقة والحطب محرَّق¼ لوجود الجامع العقليّ وهو التضايف (أو) كالتضايف الذي بين (الأقلّ والأكثر) فيصحّ العطف في نحو ½ثلاثة كتب لبكر وخمسة كتب لخالد¼ لما ذكر (أو) الجامع بين الشيئين جامع (وهميّ) وهو ما يتخيّل الوهم بسببه اجتماعَهما عند العقل, وهذا الجامع يحصل (بأن يكون بين تصوّريهما) أي: بين الشيئين (شبه تماثل) بأن يكون بينهما تقارب وتشابه باعتبارٍ وتباين باعتبارٍ آخر (كلَونَيْ بياضٍ وصفرةٍ) الإضافة بيانيّة أي: كلَونَينِ هما بياض وصفرة فيصحّ العطف في نحو ½بياض الفضّة يذهب الغمّ وصفرة الذهب تذهب الهمّ¼ لوجود الجامع الوهميّ وهو شبه تماثل (فإنّ الوهم) أي: إنما كان بين البياض والصفرة شبه تماثل لأنّ الوهم (يُبرِزهما) أي: يظهر البياض والصفرة (في معرضِ) أي: في صفة (المثلين) بأن الوهم يدّعي أنّهما نوع واحد زِيْدَ في البياض شيء يسير من الكدرة فصار صفرةً أو زِيْدَ في الصفرة شيء يسير من الإشراق فصار بياضًا والعقل يعرف أنهما نوعان متباينان داخلان تحت جنس اللون (ولذلك) أي: ولأجل أنّ الوهم يبرز الشيئين اللذين بينهما شبه تماثل في معرض المثلين (حسُن الجمع) بالعطف (بين) الأشياء (الثلاثة) المتباينة (التي في قوله) أي: في قول محمّد بن وهيب يمدح أبا إسحاق المعتصمَ بالله بنَ هارون الرشيد (ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُنْيَا بِبَهْجَتِهَا *) أي: تضيء بحسنها ونورها (شَمْسُ الضُحَى وَأَبُوْ إِسْحَاقَ وَالْقَمَرُ) لأنّ الوهم يتخيّل فيها تماثلاً كما تخيّل في البياض والصفرة, وهذا وإن لم يكن من عطف الجمل بل من عطف المفردات لكنّ المفردات كالجمل في اشتراط الجامع (أو) بأن يكون بينهما (تضادّ) وهو التقابل بين أمرين وجوديين لا يجتمعان في محلّ واحد ويشترط أن يكون بينهما غاية الخلاف (كـ) التضادّ بين (السواد والبياض) فيصحّ العطف في نحو ½ذهب السواد وجاء البياض¼ لوجود الجامع الوهميّ وهو التضادّ (و) كالتضادّ بين (الإيمان والكفر) فيصحّ