(نحو ½يشعُرُ زيد ويكتب¼) فالمسند إليهما بينهما جامع عقليّ لاتحادهما والمسندان بينهما جامع خياليّ لتقارن الشعر والكتابة في الخيال عند الأدباء (و½يعطي) زيد (ويمنع¼) فالمسند إليهما بينهما جامع عقليّ لاتحادهما والمسندان بينهما جامع وهميّ لأنّ بين العطاء والمنع تقابل التضاد أو تقابل العدم والملكة, فإذا اتحد المسند إليهما كما في المثالين السابقين لم يطلب جامع آخر غير ذلك الاتحاد بل ذلك الاتحاد هو الجامع وإذا لم يتحدا فلا بدّ من مناسبة خاصّة بينهما ولا تكفي المناسبة العامّة ككونهما إنسانين أو قائمين أو قاعدين مثلاً وإليه أشار بقوله: (و½زيد شاعر وعمرو كاتب¼ و½زيد طويل وعمرو قصير¼) فالعطف في الأوليين والثانيتين صحيح (لمناسَبةٍ بينهما) أي: عند وجود مناسبة خاصّة بين زيد وعمرو كالأخوّة أو الصداقة أو العداوة أو اشتراكهما في تجارة أو اتصافهما بعلم أو شَجاعة أو أمارة أو نحو ذلك, وأمّا المناسبة بين المسندين فظاهر (بخلاف ½زيد شاعر وعمرو كاتب¼) فإنه لا يصحّ العطف بينهما (بدونها) أي: بدون وجود مناسبة بين زيد وعمرو (و) بخلاف (½زيد شاعر وعمرو طويل¼) فإنه لا يصحّ العطف بينهما (مطلقًا) أي: سواء وجد مناسبة خاصّة بين زيد وعمرو أو لا؛ لأنّ المناسبة بين المسندين أي: الشعرِ وطولِ القامة مفقودة, وقال: (السكاكي الجامع بين الشيئين) أي: بين كلّ ركنين من أركان الجملتين (إمّا) جامع (عقلي) وهو ما يقتضي العقل بسببه اجتماعَهما في المفكّرة, وهذا الجامع يحصل (بأن يكون بينهما) أي: بين الشيئين (اتحاد في التصوّر) أي: في تصوّر العقل لهما بأن كان الثاني هو الأوّل نحو ½زيد كاتب وهو شاعر¼, فالجامع بينهما عقليّ وهو الاتحاد في التصوّر (أو) بأن يكون بينهما (تماثل) بأن يتفقا في الحقيقة نحو ½زيد كاتب وبكر شاعر¼ فزيد وبكر متفقان في الحقيقة الإنسانية, فالجامع بينهما عقليّ وهو التماثل, وأشار إلى وجه كون التماثل جامعًا عقليًّا بقوله: (فإنّ العقل بتجريده المثلين) أي: بسبب تجريد العقل المتماثلين في الحقيقة (عن التشخّص في الخارج) أي: عن الصفة المشخّصة المميِّزة لهما في الخارج التي بها يباين أحدهما الآخر كاللون المخصوص بين زيد وبكر والمكان المخصوص والمقدار المخصوص وغير ذلك من المشخّصات الخارجيّة