وعليه ½نعم الرجل زيد¼ على قولٍ، وقد يحذف كلّه إمّا مع قيام شيء مقامه نحو قول الحَماسيّ: زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ * لَهُمْ إِلْفٌ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَفٌ أو بدون ذلك نحو: ﴿فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ﴾ [الذاريات:٤٨] أي: ½نَحْنُ¼ على قولٍ، وأمّا الوصل لدفع الإيهام فكقولهم: ½لاَ وأيّدك الله¼، وأمّا للتوسّط فإذا اتفقتا خبرًا أو إنشاءً لفظًا ومعنى..................................................
فقيل: ½رِجَالٌ¼ أي: يُسَبِّحُهُ رِجَالٌ (و) يجري (عليه) أي: على حذف صدر الاستئناف قولُهم (½نعم الرجل زيد¼ على قولٍ) أي: على قول من يقول إنّ المخصوص خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل ½مَن الرجل¼ فقيل ½زيد¼ أي: ½هو زيد¼, وأمّا على قول من يقول إنه مبتدأ خبره ½نعم الرجل¼ فلا (وقد يحذف) الاستئناف (كلّه) أي: الجملةُ المستأنفةُ كلُّها (إمّا مع قيام شيء) دالّ عليه (مقامه) أي: مقام الاستئناف (نحو قول) الشاعر (الحَماسيّ) الذي ذُكِر شِعره في "ديوان الحَماسة" وهو ساور بن هند يهجو بني أسد في انتمائهم لقريش وادّعائهم أنهم إخوتهم (زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ *) وهم أولاد النضر بن كنانة, ولمّا كان الزعم ليس فيه تصديق ولا تكذيب صريح كان المقام مقام أن يقال ½هل صدقنا عندك في زعمنا أو كذبنا¼ فكان الجواب ½كذبتم¼ فحذفه وأقام مقامه قولَه (لَهُمْ إِلْفٌ) أي: رغبة في رِحلةِ الشتاء والصيف (وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَفٌ) أي: إلف, وهذا يدلّ على ½كذبتم¼ إذ لو صدقوا في ادّعاء الأخوّة لاستووا مع قريش في الرغبة في الرِحلة للتجارة (أو) يحذف الاستئناف كلّه (بدون ذلك) أي: من غير قيام شيء مقامه اكتفاءً بالقرينة (نحو) قوله تعالى: (﴿فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ ﴾ أي:) ½هُمْ (نَحْنُ¼) فحذف الاستئناف كلّه ولا شيء قائم مقامه, وإنما يكون هذا ممّا حذف فيه المجموع (على قولٍ) أي: على قول من يجعل المخصوص خبرًا للمبتدأ, وأمّا على قول من يجعله مبتدأ والجملةَ قبله خبرًا عنه فليس من الاستئناف, ولمّا فرغ من بيان الأحوال الأربعة المقتضية للفصل وهي كمالُ الانقطاع بلا إيهام وشبهُه وكمالُ الاتصال وشبهُه شرع في بيان الحالتين المقتضيتين للوصل وهما كمالُ الانقطاع مع الإيهام والتوسطُ بين الكمالين فقال (وأمّا الوصل) الذي يجب مع كمال الانقطاع (لدفع الإيهام) أي: إيهام خلاف المقصود على تقدير الفصل (فكقولهم ½لاَ وأيّدك الله¼) فـ½لاَ¼ ردّ لكلام سابق أي: ½ليس الأمر كذلك¼, و½أيّدك الله¼ دعاء للمخاطَب بالتأييد فبينهما كمال الانقطاع لكن عطفت عليها لئلاّ يُوهِم الدعاءَ عليه بعدم التأييد, وكذا قولك ½لا ورحمه الله¼ (وأمّا) الوصل (للتوسّط) أي: لتوسّط الجملتين بين الكمالين بأن لم يكن بينهما أحدُهما ولا شبهُ أحدِهما (فـ) يتحقّق (إذا اتفقتا) أي: الجملتان (خبرًا أو إنشاءً لفظًا ومعنى) بأن كانت كلتاهما خبرًا في اللفظ والمعنى