عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

إلى المضارع حكايةً للحال, وإن كان منفيًّا فالأمران كقراءة ابن ذكوان: ﴿ فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ ﴾ [يونس:٨٩] بالتخفيف ونحو: ﴿ وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ﴾ [المائدة:٨٤] لدلالته على المقارنة لكونه مضارعًا دون الحصول لكونه منفيًّا, وكذا إن كان ماضيًا لفظًا أو معنى كقوله تعالى: ﴿ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ ﴾ [آل عمران:٤٠] وقوله: ﴿ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ﴾ [النساء:٩٠] وقوله تعالى: ﴿ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ﴾ [آل عمران:٤٧] وقوله: ﴿ فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ﴾ [آل عمران:١٧٤] وقوله تعالى: ﴿ أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا
يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ
﴾ [البقرة:٢١٤],...

(إلى) لفظ (المضارع حكايةً للحال) الماضية أي: لفرض المعنى الماضي حاضرًا الآن, وعلى هذا لا شذوذ ولا ضرورة ولا حذف (وإن كان) الفعل مضارعًا (منفيًّا) بـ½مَا¼ أو ½لاَ¼ (فالأمران) أي: الإتيانُ بالواو وتركُه جائزان على السواء (كقراءة ابن ذكوان) في قوله تعالى: (﴿فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ ﴾ بالتخفيف) أي: بتخفيف النون, فتكون ½لاَ¼ نافيةً والواو للحال, وأمّا قراءة العامّة بتشديد النون فهو نهي مؤكَّد معطوف على ½فاستقيما¼ (ونحو) قوله تعالى: (﴿وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ) أي: حال كوننا غير مؤمنين, وإنما جاز في الفعل المضارع المنفيّ الأمران (لدلالته) أي: لدلالة الفعل (على المقارنة لكونه مضارعًا) كما مرّ, والمقارنة يناسبها ترك الواو (دون الحصول) أي: ولا يدلّ على حصول صفة (لكونه منفيًّا) وعدَمُ حصول الصفة يناسبه الإتيان بالواو, والحاصل أنّ المضارع المنفيّ أشبه المفرد في شيء دون شيء فجاز فيه الأمران فلو أشبهه في الشيئين لامتنع عليه الواو كما امتنعت على الحال المفردة (وكذا) جاز الأمران (إن كان) الفعل (ماضيًا لفظًا) ومعنى (أو) كان ماضيًا (معنى) فقط بأن كان مضارعًا منفيًّا بـ½لَمْ¼ أو ½لَمَّا¼ (كقوله تعالى) حكاية لقول زكريّا على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام: (﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ) أي: كيف يوجد لي غلام مولود والحال أنّي قد بلغني الكبر وامرأتي عاقر, والسؤال ليس سؤال شكّ واستبعاد بل سؤال فرح وتعجّب (و) كـ(قوله) تعالى: (﴿أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ) أي: جاءوكم حال كونهم ضاقت صدورهم عن قتالكم مع قومهم أو قتال قومهم معكم (و) كـ(قوله تعالى) حكاية عن قول مريم رضي الله تعالى عنها: (﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ) أي: كيف يكون لي غلام والحال أني ما مسّني بشر (و) كـ(قوله) تعالى: (﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ) أي: انقلبوا حال كونهم ما مسّهم سوء في ذلك الانقلاب (و) كـ(قوله تعالى: ﴿ أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229