في الأمثلة المذكورة باقية على معانيها الأصليّة (و) ثانيهما (خلافه) أي: اقتباسٌ نُقِل فيه المقتبَسُ عن معناه الأصليّ (كقوله) أي: قول ابن الروميّ (لَئِنْ) أي: والله إنْ كنتُ (أَخْطَأْتُ فِيْ مَدْحِكَ *) لأنك لا تستحقّ المدح (مَا أَخْطَأْتَ فِيْ مَنْعِيْ *) فإنّي أستحقّ المنع لأنّي مدحتُ مَن لا يستحقّ المدح (لَقَدْ أَنْزَلْتُ حَاجَاتِيْ * بِوَادٍ غَيْرِ ذِيْ زَرْعِ) هذا مقتبَس من قوله تعالى: ﴿ رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم:٣٧] أي: بوادٍ لا ماء فيه ولا نبات, وقد نقله الشاعر على وجه التجوّز إلى جنابٍ لا خير فيه ولا نفع (ولا بأس بتغيـير يسير) أي: قليل في اللفظ المقتبَس (لـ) أجل (الوزن) في الشِعر (أو) لأجل (غيره) كالقرينة في النثر (كقوله: قَدْ كَانَ) أي: قد وقع (مَا خِفْتُ أَنْ يَكُوْنَا * إِنَّا إِلَى اللهِ رَاجِعُوْنَا) اقتباس من قوله تعالى: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ﴾ [البقرة:١٥٦] (وأمّا التضمين فهو أن يُضمَّن الشِعر شيئًا) أي: أن يؤتى في ضمن الشعر بشيءٍ (من شِعر الغير مع التنبيه عليه) أي: على أنّه من شِعر الغير (إن لم يكن مشهورًا عند البلغاء) وإلاّ فلا حاجة إلى التنبيه (كقوله) أي: قول الحريريّ (عَلَى أَنِّيْ سَأُنْشِدُ عِنْدَ بَيْعِيْ * أَضَاعُوْنِيْ وَأَيَّ فَتًى أَضَاعُوْا) الاستفهام للتعظيم والكمال أي: أضاعوا كاملاً من الفتيان, فضمّن المصراعَ الثاني من شِعر الغير مع التنبيه عليه بقوله ½سَأُنْشِدُ¼ (وأحسنه) أي: وأحسن التضمين (ما) أي: تضمينٌ (زاد على الأصل) أي: على شعر الشاعر الأوّل (بنكتة) لم توجد في الأصل (كالتورية) وهي ذكر اللفظ وإرادة معناه البعيد لقرينة (و) كـ(التشبيه في قوله إِذَا الْوَهْمُ أَبْدَى) أي: أظهر (لِيْ لَمَاهَا) أي: حمرةَ شفتيها (وَثَغْرَهَا *) أي: أسنانَها (تَذَكَّرْتُ مَا بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَبَارِق * وَيُذْكِرُنِيْ) الوهمُ (مِنْ قَدِّهَا) متعلِّق بـ½يُذْكِرُنِيْ¼ (وَ) جريانِ (مَدَامِعِيْ *) معطوف على القدّ (مَجَرَّ عَوَالِيْنَا) أي: جرَّ رماحنا العالية (وَمَجْرَى) أي: وجريَ الخيل (السَوَابِق)