عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

مع الاختصار كقولك: ½قد كان منك ما يؤلم¼ أي: كلَّ أحد وعليه: ﴿ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ [يونس:٢٥]، وإمّا لمجرّد الاختصار نحو: ½أصغيت إليه¼ أي: أذني، وعليه: ﴿ رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ [الأعراف:١٤٣] أي: ذاتَك، وإمّا للرعاية على الفاصلة نحو:﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ﴾ [الضحى:٣]، وإمّا لاستهجان ذكره كقول عائشة رضي الله تعالى عنها: ((ما رأيت منه ولا رأى مني)). أي: العورةَ, وإمّا لنكتة أخرى، وتقديم مفعوله ونحوِه علـيه لردّ الخطأ في التعيـين

(مع الاختصار كقولك ½قد كان منك ما يؤلم¼ أي:) ما يوجع (كلَّ أحد) هذا إذا كان المقام مقامَ المبالغة في الوصف بالإيلام (وعليه) أي: وعلى حذف المفعول للتعميم مع الاختصار قولُه تعالى: (﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ) أي: جميعَ عباده, وإنمّا لم يعطفه على الأوّل لأنّ التعميم في الأوّل مبالغيّ وفي هذا حقيقيّ (وإمّا لمجرّد الاختصار) أي: للاختصار المجرّد عن التعميم (نحو ½أصغيت إليه¼ أي:) أمَلْتُ إليه (أذني) لأنّ الإصغاء مخصوص بالأذن (وعليه) أي: وعلى حذف المفعول لمجرّد الاختصار قولُه تعالى: (﴿رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ﴾ أي:) أرني (ذاتَك) وإنما لم يعطفه على الأوّل لأنّ القرينة في الأوّل لفظُ الفعل وهو ½أصغيت¼ وفي هذا جوابُ الطلب وهو ½أنظر إليك¼ (وإمّا للرعاية على الفاصلة) وهي اسم للكلام المقابل بمثله فإن التزم فيه الختم بحرف فهو سجعة أيضًا فهي أخصّ منها (نحو) قوله تعالى: ﴿ وَٱلضُّحَىٰ 1 وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ) وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ أي: ½وما قلاك¼ حُذِف المفعول رعايةً لختم الفاصلة بالألف, ويجوز أن يكون السببُ تركَ إيقاع ½قلى¼ الذي معناه ½أبغض¼ على ضميره عليه السلام صريحًا (وإمّا لاستهجان ذكره) أي: لاستقباح ذكر المفعول (كقول) أمّ المؤمنين سيّدتنا (عائشة) الصدّيقةِ الطيّبة الطاهرة (رضي الله تعالى عنها: ((ما رأيت منه ولا رأى مني)) أي:) ما رأيت منه (العورةَ) ويحتمل أن يكون السبب المبالغة في التستّر اللفظي (وإمّا لنكتة أخرى) كإخفائِه نحو ½الأمير يحبّ¼ أي: يحبني, أو التمكّنِ من الإنكار نحو ½أخزى الله¼ أي: زيدًا, أو تعيّنِه نحو ½نحمد¼ أي: الله, أو ادّعاءِ التعيّن نحو ½نعظّم¼ أي: الأميرَ, أو إيهامِ صونه عن اللسان نحو ½نمدح¼ أي: محمّدًا صلى الله تعالى عليه وسلم, أو إيهامِ صون اللسان عنه نحو ½لعن الله¼ أي: الشيطانَ, ولمّا فرغ من المطلب الأوّل شرع في الثاني فقال: (وتقديم مفعوله) أي: مفعول الفعل (و) تقديم (نحوِه) أي: نحوِ المفعول كالجار والمجرور والظرف والحال والمفعول فيه وله (عليه) أي: على الفعل (لردّ الخطـأ) أي: لردّ خطأ المخاطب (في التعيـين) أي: في تعيين المفعول ونحوه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229