(و½هل عمرو قاعد¼) إذا كان المطلوب التصديق بثبوت القعود لعمرو (ولهذا) أي: ولأنّ ½هَلْ¼ لطلب التصديق فقط (امتنع) استعمالها في تركيب فيه ما يدلّ على السؤال عن التصوّر نحو قولك (½هل زيد قام أم عمرو¼) فإنّ ½أم¼ المتصلة تدلّ على أنّ السؤال عن التصوّر لأنها لطلب تعيين أحد الأمرين (و) لهذا أيضًا (قبح) استعمال ½هَلْ¼ في تركيب هو مظنّة للعلم بحصول أصل النسبة وهو ما تقدّم فيه على الفعل شيء من معمولاته نحو (½هل زيدًا ضربتَ¼) فإنّ هذا التركيب مظنّة للعلم بحصول أصل النسبة (لأنّ التقديم) المفيدَ للتخصيص (يستدعي) أي: يقتضي (حصولَ التصديق) للمتكلم (بنفس) وقوع (الفعل) وهو الضرب فالسؤال إنما يكون عن تعيين ما قُدِّم كالمفعول في المثال (دون ½هل زيدًا ضربته¼) أشار بهذا إلى أنّ القبح المذكور في تركيب لا يتّصل فيه الفعلُ بشاغل كما في المثال السابق أمّا إذا اتّصل به كما في هذا المثال فلا يقبح؛ وذلك (لجواز تقدير) الفعل (المفسَّر) في هذا المثال (قبل ½زيدًا¼) فيكون الأصل ½هل ضربت زيدًا ضربته¼ فالسؤال حينئذ يكون عن ثبوت أصل الفعل فلم يقبح (وجعل السكّاكيّ قُبْحَ ½هل رجلٌ عُرِفَ¼ لذلك) أي: لما ذكر من أنّ التقديم المفيد للتخصيص يستدعي حصول التصديق بنفس الفعل (ويلزمه) أي: ويلزم السكّاكيَّ بناء على ما ذهب إليه من أنّ علّة قُبْحِه هي التقديم المفيد للتخصيص (أن لا يقبح ½هل زيد عُرِفَ¼) لانتفاء علّة القبح عنده لأنّ تقديم المظهر المعرفة ليس للتخصيص عنده فلا يستدعي حصول التصديق بنفس الفعل مع أنه قبيح بإجماع النحاة (وعلّل غيرُه) أي: غيرُ السكّاكيّ (قُبْحَهما) أي: قبح ½هل رجل عرف¼ و½هل زيد عرف¼ (بأن ½هَلْ¼) كانت (بمعنى ½قَدْ¼ في الأصل) أي: في أصل الاستعمال, وأصلُه: ½أَهَلْ¼ بإدخال همزة الاستفهام على ½هَلْ¼ على أنها بمعنى ½قَدْ¼ (وتُرِك) أي: ثمّ أُسقِط (الهمزة قبلها) أي: قبل ½هَلْ¼ (لكثرة وقوعها) أي: وقوع ½هَلْ¼ (في الاستفهام) ثمّ قام ½هَلْ¼ مقام الهمزة, فلكون ½هَلْ¼ بمعنى ½قَدْ¼ في الأصل لزم وليُها الفعلَ إذا وُجِد الفعل في التركيب فقَبُحَ ½هَلْ رجلٌ عُرِفَ¼ و½هَلْ زيدٌ عُرِفَ¼ وأمّا إذا لم يوجد لا يلزم ذلك فلا يقبح ½هَلْ زَيدٌ قائمٌ¼