عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

حبِّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم كما حدَّثني أحد الإخوة الدُّعاةِ أنَّ الإخوة المسلمين حَضَرُوا الاجتماعَ الأُسبوعِيَّ الذي تَعقِده جمعيَّةُ "الدعوة الإسلامية" كلَّ يومِ الخميسِ بعد صلاة المغرب فمَرَرتُ بالسائِق الذي كان يَسمَع الغِناءَ فلَقِيتُه بالرِّفق واللِّين ودَعَوتُه فتأَثَّر وأطفأَ الْمُسَجِّلَة فأعطيتُه شَرِيطَ المحاضرة المسَمّاة بـ"الليلة الأولى في القبر" فشَغَّله وجعَل يَسمَعه، وكنت أَسمعه معه ؛ لأنّ هذه الطريقة مفيدةٌ لإسماعِ المحاضرة والحمد لله عزّ وجلّ تأثَّر منها وارْتَعد خوفًا من عذاب النار وتاب من ذنوبه. يا إخواني المسلمين: أرأيتم كم من فائدةٍ تَحصُل بسبب الدعوة الفردية، فيَنبغي لكلِّ مؤمن أن يقوم بها ويَدعُو المسلمين إلى الخير، ويُقدِّم إليهم شَريط المحاضرة، ولَمَّا سَمِعوه قَدَّم شريطًا آخَرَ بعد أن يَسترجع الشريط الأول، فلا يَترُك الدعوة الفردية فقد قال الله تعالى: ﴿öÏj.sŒur ¨bÎ*sù 3“tø.Ïe%!$# ßìxÿZs? šúüÏZÏB÷sßJø9$# [الذاريات: ٥١/٥٥]. واعلموا أيّها الأحبة مَن بنى ما زادَ على الحاجة واشتَدَّ حرصُه عليه وعَظُمَتْ رَغْبَته فيه وليس له غَرَضٌ في ذلك إلاّ الكِبْر والرياء وطَلَب المنزلة والتعظيمِ في قلوب النّاس فقد يَعرِض بذلك لآفات كثيرة




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269