عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

الناس يَجهَلون أهميَّتها، وذلك ظَنًّا منهم أنّ الدّعوة يَنبغي أن تكون للناس عامّةً وذلك بإِلقاء المواعظ والْمُحاضرات والدُّروس، والحقيقة أنّ هذا لا يَكفِي؛ لأنّ بعض النَّاسِ يَحْضُر الاجتماعات ويَسمَع الدروس والمحاضرات، ويَعزِم النيَّة على أن يَعمَلَ الصالحات ولكن هِمَّته قد تَضعُف فلمّا يَحُثُّه أحدٌ على عمل الصالحات بالدَّعْوَةِ الْفَردِيَّةِ يَفوزُ بسعادة العمل. واعلموا أنّ بالدعوة الفرديَّة يُمكن إيصالُ الحقِّ إلى الذين نَفَروا عن السَّماعِ وعن الْمُجالسة وهذا النوعُ من أَنواعِ الدعوة طريقةٌ سريعةٌ لكسب أكبرِ عَدَدٍ من أنصار الدينِ ويُمكنُ أن يقوم بها كلُّ أحدٍ؛ لأنّها لا تَحتاجُ إلى علمٍ كثيرٍ ولسانٍ فصيحٍ فَادعوا إلى الخير بالدَّعوة الفردية تُؤجَروا إن شاء الله عزّ وجلّ. وقد قال الله تعالى: ﴿ô`tBur ß`|¡ômr& Zwöqs% `£JÏiB !%tæyŠ ’n<Î) «!$# Ÿ@ÏJtãur $[sÎ=»|¹ tA$s%ur ÓÍ_¯RÎ) z`ÏB tûüÏJÎ=ó¡ßJø9$# [فصلت: 41/٣٣]. وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «فواللهِ لأَن يَهدِي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعَم»([1]).

 



 

([1]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، صـ١٣١١، (٢٤٠٦).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269