عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

 

[16] عن سيّدنا كعب بنِ مالكٍ الأنصاريِّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ما ذِئْبانِ جائِعانِ أُرسِلا في غَنَمٍ بأَفسَدَ لها من حرص المرء على المال والشَّرَفِ لدينه»([1]).

[17] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الدنيا سِجنُ المؤمِنِ وجنّةُ الكافر»([2]).

أيّها المسلمون: أرأيتم أنّ سيّدنا مالك بنَ دينارٍ كيف كان رَغَّب الشابَّ الْمُشتغِل ببناء القصر بالدّعوة الفردِيَّة([3]) فيما سَبَقَ من القصَّة وكيف اشتَرَى له بالمال قصرًا في الجنَّة؟ وكان رسول الله وجميعُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يَدعون إلى الخير بالدّعوة الفرديَّة، وقد كان للدّعوة الفرديَّة أثرٌ بارِزٌ في نَشر الأعمال الدينِيَّةِ، فإنّ الدّعوة الفرديَّةَ كثيرة الفائدةِ والنفعِ وقَوِيَّةُ الأَثَر وأشدُّ تأثيرًا من الدعوة الاجتماعيَّة، لكنّ الكثير من



 

([1]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب الفتن، ٤/١٦٦، (٢٣٨٣).

([2]) "صحيح مسلم"، كتاب الزهد والرقائق، صـ١٥٨٢، (٢٩٥٦).

([3]) أي: الدعوة إلى الله عزّ وجلّ تنقسم بالنسبة إلى المدعو إلى قسمين، الأوّل: الدعوة الفردية أي: دعوة الناس منفردين فالفردية هنا من حيث المدعو. والثاني: الدعوة الاجتماعية أي: دعوة الناس مجتمعين من خلال الدروس والمحاضرات.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269