وخَطَرات عظيمة، لكن الموفَّق الملهَم مَنْ أخذ من ذلك دروسًا وعِبرًا، واستفاد منه مُدّكراًً ومُزدَجراً، وتزوّد من الْمَمَرِّ للمَقَرّ، رُوي عن سيّدنا خبّابٍ رضي الله تعالى عنه قال: سَمِعتُ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقول: «إنّ العبد لَيُؤجَر في نَفَقَته كلّها إلاّ في التُّراب» أو قال: «في البناء»([1]).
وقال الشيخ أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى تحت هذا الحديث: ما أنفق الرجل بالنيَّة الصالحة في الأكل والشُّرب والكِسوَة والتَّداوي وشراءِ ما يَحتاج إليه إلاّ أُجِرَ فيها؛ لأنّها وسيلةٌ إلى عبادةٍ لكن ليس له أجرُ الإنفاق في بناء ما زادَ على الحاجة فينبغي له أن يَتَّصِف بالقناعة من الدنيا وأن يَرغَب في التقَلُّلِ منها وأن يُجانِب الحرص على بناء ما زاد على الحاجة والرغبة فيه، واعلموا أنّ بناء ما زاد على الحاجة للدنيا فهو داخلٌ فيه وأمّا بناءُ المساجد والمدارس ومنازلِ المسافرين والزَّوايا بالنيَّة الصالحة فهو عبادةٌ؛ لأنّه صدَقةٌ جارِيةٌ وهكذا من بنى الدار بِقدرِ الحاجة بالنِّيّة الصالحة أُجِر فيها، لكن من اشتغَل