ويُنْجِيه من عذاب جهنَّمَ، وإنّ العبد قد يعمَل الذنبَ ولا يَزال نصب عينيه خائفًا منه، باكيًا، نادمًا، مستحِيًّا من ربِّه تعالى، ناكِسَ الرأس بين يديه، مُنْكَسِرَ القلب له فيكون ذلك الذنب أَنْفَعَ له من طاعات كثيرة بما ترَتّب عليه من هذه الأمور الَّتي بها سعادةُ العبد وفَلاحه حتَّى يكونَ ذلك الذنب سبب وُصوله إلى دَرَجاتِ الصِّدِّيقين ودُخُوله جنَّات النَّعيم.
فَمن ذَلك ما رُوِي عن كعب الأحبار رضي الله تعالى عنه أنَّه قال: أصاب رجلٌ من بنِي إسرائيلَ ذنبًا، فحَزِنَ عليه وجعل يجيء ويذهب ويجيء ويقول: بم أُرْضِي ربّي؟ بم أرضي ربّي؟ بم أرضي ربّي؟ فكُتِب صِدِّيقًا([1]).
ورُوِيَ عنه أيضًا أنّه قال: انطَلق رجلان من بني إسرائيل إلى مسجد من مساجدهم، فدَخَل أحدُهما، وجَلَس الآخَر خارجًا، فجعل يقول: ليس مثلي يَدْخُل بيتَ الله وقد عصَيْتُ اللهَ، فكتب صدّيقًا([2]).