عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

الكتاني رحمه الله تعالى: رأيتُ الجنيد في الْمَنام فقلتُ له: ما فعَل الله بك؟ قال: طاحَتْ تلك الإشارات وذَهَبَت تلك العبارات وما حَصَلْنَا إلاَّ على ركعتين كُنَّا نُصَلِّيهِما في اللَّيلِ([1]).

 

أَيّها الْمُسلمون: لا شكّ أنّ رحمة الله ومغفرته واسعةٌ ولكن لا ينبغي للعاقل أن يغترّ بهذا الكلام فيَفتُر عن وظائف عبادته ويترُك الصلاة والصيام، ويشاهد الأفلام والمسرحيّات الفاضحة، وينظُر إلى النساء الأجنبيات والصُّوَر الجميلة بباعث الشَّهوة ويغتاب المسلمين ويكذِب ويظلِم ويَسْخَر ويغُشُّ ويخدَع ويغدِر ويتخلَّق بأخلاق الأرذال والأنذال ويقطَع الطريق ويروِّع الناس بالقتل والنَّهْب والسَّرِقة بل يَجب الْحَذرُ من ذلك ومع هذا يرجو رحمةَ الله تعالى ويخاف أن يَطرَحه في النار ويخاف من مَكْره وعقابه وعذابه ويكون على ما قاله أميرُ المؤمنين عمرُ بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حيث قال: لو نادى مناد من السماء: أيّها الناسُ إنّكم داخلون الجنَّةَ كُلُّكم



 

([1]) ذكره الغزالي (ت ٥٠٥هـ) في "الإحياء"، كتاب ذكر الموت وما بعده، بيان منامات المشايخ رحمة الله عليهم أجمعين، ٥/٢٦٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269