وحُكيَ عن الشِّبلي رضي الله تعالى عنه أنّه قال: كنتُ في قافلة بـ"الشام"، فخرج الأعرابُ فأخَذوها، وجعَلوا يَعْرِضونها على أميرهم فخرَج جِرابٌ فيه سُكَّرٌ ولَوزٌ، فأكلوا منه ولم يأكُل الأمير فقلتُ له: لِم لا تأكل؟ فقال: أنا صائمٌ فقلتُ: تقْطَعُ الطريقَ وتأخُذ الأموال وتقتُل النفس وأنتَ صائمٌ؟ فقال: يا شيخ اترُكْ للصُّلح مَوضعًا، فلمَّا كان بعد حين رأيتُه يَطُوفُ حولَ البيت وهو مُحْرِمٌ، وقد أَنْحلَته العبادةُ حتَّى صار كالشَّنِّ البالي، فقلتُ له: أنت ذاك الرجلُ، فقال: نعم ذلك الصيامُ أوقع الصُّلحَ بيني وبينه([1]).
فيتأَكَّد على كلِّ مؤمن أن يحرِص على الازدِياد في النوافل والسُّنَن والأذكار والصدَقات مع أداء الواجبات المفروضة؛ لأنّه من أفضل الْمُنْجِياتِ وأجَلِّ القُرُبات وينبغي أن يحذَر من أن يَحتقِر شيئًا من الأعمال الصالحات؛ لأنَّ القليلَ مع الإخلاص سببُ الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، فمن ذلك ما نقَل سيّدنا الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: قال الشيخ