عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

ومشيتُ على الأرض ولكن ضيَّعْت الطريق بسبب الْحُزن فلمَّا أظلَمَ الليلُ رأيت ضوءًا من بعيد فمضَيْت حتّى انتَهَيت إلى خَيمَةٍ فناديتُ بسبب شدَّة ظَمَئِي: العطش! العَطَش! فخرج من هذه الخيمة ذلك الرجلُ الذي كان قتل صَديقي فلمَّا أراد أن يضرِبَني بسيفه منَعَتْه زوجتُه من القتل ولكن لم يُطِعْها وأخذني إلى مكان بعيد ثُمَّ جذَبَني إليه فإذا أنا تحته وهو فوقي فلمَّا أراد أن يقتُلَني بسَيفه ظَهَر أسدٌ فأخَذه وافتَرسَه ثُمَّ غاب عن عيني فحمِدتُ الله على ذلك الْمَدَدِ الْغَيبِي، أيّها الإخوة أرأيتم كيف أنّ الظلم من المهلكات العظيمة وأنّ الله تعالى ينتقِمُ من الظالمين ويَسلُبهم نعمتَه فقد روي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لَيُمْلِي للظالم حتَّى إذا أخَذه لم يُفلِتْهُ» قال: ثُمَّ قرأ: ﴿šÏ9ºx‹x.ur ä‹÷{r& y7În/u‘ !#sŒÎ) x‹s{r& 3“tà)ø9$# }‘Édur îpuHÍ>»sß 4 ¨bÎ) ÿ¼çnx‹÷{r& ÒOŠÏ9r& ωx© [هود: ١١/١٠٢]([1]).

أيّها المسلمون: في القصَّة السابقة عبرة لمن يَشتغلون بالإرهاب والْعُنْفِ وانتهاك حقوق الناس وإهانة كرامتهم وقتلِ



([1]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب التفسير، باب قوله: وكذلك أخذ... إلخ، ٣/٢٤٧، (٤٦٨٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269