عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

زاجِرًا ومُستَنقذًا لقلبي قال: إن قبِلْتَ خمسَ خِصال وقدَرْتَ عليها لم تضُرُّك معصيةٌ ولم تُوبِقك لذّةٌ، قال: هاتِ يا أبا إسحاقَ، قال: أمّا الأولى: فإذا أرَدْتَ أن تعصِيَ الله عزّ وجلّ فلا تأكُل رزقَه، قال: فمِن أين آكُل وكلُّ ما في الأرض من رِزقه؟ قال له: يا هذا أفيَحسُن أن تأكُل رزقه وتعصِيَه؟ قال: لا، هاتِ الثّانيةَ، قال: وإذا أرَدتَ أن تعصيَه فلا تَسكُن شيئًا من بلاده، قال الرجُل: هذه أعظمُ من الأُولى، يا هذا إذا كان المشرقُ والمغربُ وما بينهما له، فأين أسكُن؟ قال: يا هذا أفيَحسُن أن تأْكل رزقه وتَسكُن بلادَه وتعصيه؟ قال: لا، هاتِ الثَّالثة قال: إذا أرَدتَ أن تعصيه وأنت تحت رِزقه وفي بلاده فانظُر موضعًا لا يَراك فيه مُبارِزًا له فَاعْصِه فيه قال: يا إبراهيم كيف هذا وهو مُطّلِعٌ على ما في السَّرائِر؟ قال: يا هذا أفيحسُن أن تأكُل رزقَه وتَسكُن بلادَه وتعصِيَه وهو يَراك ويَرى ما تُجاهِره به؟ قال: لا، هاتِ الرّابعة، قال: إذا جاءك مَلَكُ الموت لِيَقبِض رُوحَك فقل له: أَخِّرني حتّى أتوبَ توبةً نَصوحًا وأعمَلَ لله عملاً صالِحًا، قال: لا يَقبَل منِّي، قال: يـا هذا فأنـت إذا لـم تقـدِر أن تـدفَـع عـنـك المـوتَ لِتَتــوبَ وتَـعـلَـم أنّـه إذا جــاء لـم يكُـن لــه

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269