عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

قال إبراهيم بنُ أدهم في العلاج الثّاني من الذُّنوب: إذا أَرَدتَ أن تعصيَه فلا تسكُنْ شيئًا من بلاد الله، والظّاهر أنّه لَيْس يَقدِر عليه ؛ لأنّ لله ملَكوتَ السّمَواتِ والأرض، ويُمكنُ أن نَفهَمه هكذا: إن نزَل أَحدٌ ضَيفًا على صاحبِ المنـزِلِ فلا يُلحِقه الضّرَرَ بالمرُوءةِ، حتّى إنّه ليَنْدم عند الضَّررِ ونحن نأكُل رزق الله ونسكُن بلاده، ثُمّ بعد ذلك نعصِيه وهذا كلُّه من فَساد المرُوءةِ وقلَّة الغيرة.

قال إبراهيم بن أدهمَ رحمه الله في العلاجِ الثّالثِ من الذُّنوب: اِرتَكِب الذُّنوب حيثُ لا يَراك ربُّك، والظّاهر أنّه سبحانَه وتعالى لا يَحْجُبه شيءٌ، وهو يعلَم السّرَّ وأَخْفَى ويَرى العباد دائمًا، لا تَخفَى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السّماءِ، فيَجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يَستحضِر عند اقْترافِ الذُّنوبِ أنّ الحقَّ مُطَّلِعٌ عليه ويَرَى ما يَعمَل.

قد حُكِيَ تَعَلَّق رجلٌ بامرَأَةٍ في "بغداد" فتَعرَّض لها، فأَبَتْ أن تُمَكِّنَه من نفسِها، وكلّ من جاء ليُخَلِّصها منه طَعَنه بسِكِّينٍ معه، وكان رجلاً شديدًا، فبينما النّاسُ حَولَه، والمرأَةُ تَصِيح في يدِه إذ مَرَّ بِشرُ بنُ الحارثِ رضي الله تعالى عنه، فدَنا




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269