منه وحَكَّ كتِفه بكَتِفه، فوَقَع الرجلُ إلى الأرض وهَرَبَت المرأَةُ ومضَى بِشرٌ، فدَنا النّاسُ من الرجلِ فإذا هو يُرَشِّح عَرَقًا كثيرًا فسأَلوه عن حاله فقال: ما أَدرِي، ولكن حَكَّ كَتِفِي شيخٌ وقال: إنّ الله ناظرٌ إليك وإلى ما تَعمَل، فصَعِقتُ لقوله وهِبْتُه هَيْبَةً شديدةً، ولا أَدرِي مَن ذلك الرجلُ ؟ فقيل له: ذاك بِشرُ بنُ الحارثِ، فقال: واسَوْأتاه كيف يَنظُر إليَّ بعد اليومِ، وحُمَّ الرجلُ من يومه، ومات يوم السّابعِ([1]).
أيّها المسلمون: إن تَنَبَّهَ هذا الْوَعْيُ أنّ الله تعالى يَراني عند اقْتِرافِ الذُّنوبِ، أو تَولَّد هذا الفِكرُ أنّ الله يَراني وأنا أَكذِب وأَسُبّ وأَشتِم، وأَتكلَّم بكلمة فاحشة، أو حَدَث هذا الشُّعورُ أنّ الله يراني وأنا أنظُر إلى الحرامِ، أو عرَضَ هذا الاستشْعارُ أنّ الله يراني وأنا مَشغولٌ بمُشاهدةِ الأفلامِ والْمَسرَحِيّاتِ، أو حصَل هذا الإحساسُ أنّ الله يراني قاعدًا مع النساء الأجنَبيّاتِ والْمُرْد بباعث الشّهوةِ، ثُمّ بعد ذلك أَصنَع الفاحشةَ، فإن سَألَني ربّي عزّ وجلّ عن هذه الجرائمِ والْمُوبِقاتِ