عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

 

أيّها المسلمون: مَن ترَك الصّلاة فيجِب عليه أن يَقضِيها ومع هذا يَتوبُ إلى الله تعالى من تأخِيرِ الصّلاةِ عن وَقتِها ويَندَم على ما فَرَّط وقَصَّر، ونحن نرَى بعض المصَلِّين يَترُك صلاة الصُّبحِ ولا يَتأَسَّفُ على ما فاته منها، وإذا نَصَحَه أحدُ الإخوةِ الدُّعاةِ إلى الله تعالى، قال: يَشُقُّ عليَّ الاستِيقاظُ من النّومِ عند الصُّبحِ ومع ذلك إذا أرادَ الْخُروجَ إلى النُّـزْهَةِ أو التِّجارةِ عند الصُّبحِ اِستيقَظَ من النّوم واستَعَدَّ قبلَ مَوعِدِه، ولكنّه مع الأَسَفِ الشّديدِ لا يَجْتَهِد في العبادةِ ولا يَستَعِدُّ للاستيقاظِ من النّومِ عند صلاةِ الصُّبحِ ويَكسَلُ عن طاعةِ الله تعالى، فَغَرَّتْه النّفسُ من ربّهِ الكريم. وقال بعض السَّلَفِ رحمهم الله تعالى: رأَيتُ الشيطان فقال لي : قد كُنتُ أَلقَى النّاسَ فأُعَلِّمهم، فصِرْتُ أَلقاهم فأتعَلَّم منهم([1]). وقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «مَن تَرَكَ صَلاةً مُتعَمِّدًا كُتِب اِسمُه على باب النّار فيمَن يدخُلها»([2]).

أيّها المسلمون: اعلموا أنّ تارِكَ الصّلاةِ يَلْزَمه قضاءُ الفوائتِ، ومع هذا يجِبُ عليه التّوبةُ من تأخِيرِ الصّلاةِ عن



 

([1]) ذكره ابن الجوزي في "تلبيس إبليس"، الباب الرابع، صـ٥١.

([2]) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"، مسعر بن كدام، ٧/٢٩٩، (١٠٥٩٠).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269