عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

بِالمقابرِ فإذا دُفِنَ الميِّتُ وسُوِّيَ عليه وتَحَوَّلوا لِيَنصرِفوا قَبَضَ قَبضَةً من تُرابِ القَبرِ، فَرَمَى بها على أَقفِيَتِهم وقال: اِنصَرِفوا إلى دنياكم وَانْسوا مَوتاكم»([1]).

 

أيّها المسلمون: اعلموا أنّ دُخول بعضِ البلاد لا يُسمَحُ به للمُسلمين ولا تُعطَى لَهُم تَأشيرَةٌ فقد يُشيرُ الوكيلُ عليهم بالكُفرِ ويقول: مَن يُظهِرُ نَفسَهُ مَسِيحِيًّا أو يهودِيًّا أو قادِيانِيًّا فيُمكِنُه حُصولُ تَأشيرةٍ وقد يَكتُبُ بعضهم نفسه كافرًا وَاعلَموا أنّ مَن أَشارَ على واحدٍ بِالكُفرِ أو استَكْتَب نفسه كافرًا يصير كافِرًا، ويَنْفَسِخُ نكاحُه وتَنقَطِعُ بَيعَته وتَحْبَطُ أَعمالُه الصّالِحاتُ من الصّلاة والزّكاةِ والحجِّ وغيرها من العباداتِ ولا يُعذَرُ بِالجهلِ وغيره ولا تُعْتَبَرُ فيه نِيَّتُه، فيَنبَغي عليه أن يُجَدِّد توبته وإيمانه ونكاح امرأته، وإن أرادَ أن يَسلُك الطّريقَ ويُتَلْمِذَ على يدِ شيخٍ كامِلٍ فَليأخُذ الطّريقة.

 

وفي "الهنديَّة": إذا لَقَّن الرجلُ رجلاً كلمة الكفرِ فإنّه يَصير كافرًا وإن كان على وَجه اللَّعبِ ومَن أَمَرَ رجلاً أن يكفرَ



 

([1]) ذكره السيوطي في "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور"، باب دفن العبد في الأرض التي خلق منها، صـ١٠٣.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269