عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

إنّ الشيطان لا شَكَّ أنّه يدْعو إلى جميعِ معاصِي الله ويَنهَى عن جميعِ طاعاتِه حتّى إنّه يُحَرِّف الإنسان ويُعَوِّقه عن الاستجابة لِلدّعوةِ إلى الخير، ونحن نرَى بعض النّاس يُضَيِّع أكثرَ أوقاته في طاعة غيرِ مولاه، ويُشاهِد الأفلامَ والمسْرَحِيّاتِ ولكن إذا شَجَّعه الدّعاةُ على السّفر في سبيل الله عزّ وجلّ اِعْتذَرَ وقال: أنا مُبْتَلًى بكَسبِ المالِ في كلِّ يومٍ ولا يُوجَدُ أحدٌ غيري يَقومُ برِعايةِ أَولادي وأهلي، فَهُنا يَجِدُ الشيطانُ فُرصَةً أَکْبَرَ لِلغَوايَة، ويَصُدُّه عن السّفر في سبيل الله مع قافلة الدّعاةِ ؛ لأنّه يَعلَم قَدرَ عَظَمَتِه أنّ الإنسان إذا سافَرَ في سبيل الله فيَتعَوَّد تَطْبيقَ الشَّريعَةِ، ويَدْعو إلى الخيرِ ويَملأُ كُتَيْبةَ "الجوائِزِ المدَنيّةِ" لِلثَّباتِ على السُّنَنِ.

أيّها المسلمون: في زَمَنِنا هذا لا يَستعِدُّ إنسانٌ لِلسّفرِ في سبيلِ الله ولكِنّهُ يَبذُل نَفسَهُ في طلَب المال ويُسافِر من بلَدٍ إلى بَلَدٍ فيَسكُن فيه دُون أن يُبالِيَ بِأولادِه وأهلِه ويَتحَمَّل المشَقَّةَ وَالذُّلَّ في طَلَب الدّنيا، وقد تكون عنده تَأْشيرةٌ مُؤَقَّتةٌ أو مُزَيَّفةٌ، فإِمَّا يُقيمُ بِبَلَدِه الآخَر مُخْتَفيًا أو يأخُذه شُرْطِيٌّ ويَحْبِسه في السِّجنِ وقد يَموتُ بَعض النّاسِ بِسببِ صَدْمَةٍ عَنيفَةٍ آلَمَتْه




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269