أيّها المسلمون: لا يَدرِي إنسانٌ أنّهُ مِمّن سبَقَ في علم الله أن يَحُجّ، وإن حَجَّ البيتَ وأَعفَى اللّحية فلا يَسلَمُ من إثم حَلْقِ اللّحيةِ إلى الحجِّ فيَجبُ عليه أن يُعفِيَ لحيته ولا يَرتَقبُ الحجَّ، وإنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «خالِفوا المشرِكين: وَفِّروا اللُّحَى وأَحفُوا الشَّواربَ»([1]).
أيّها المسلمون: قد تَغيَّر في أزمِنتِنا الْمُتأَخِّرةِ كثيرٌ من الأعْمالِ الصّالحاتِ ومن المؤلِمِ ما نَراهُ من انشِغالِ المسلمين بالغَفْلَةِ والبُعدِ عن الدّينِ والْمَنهجِ الحقِّ، وإنّ الإخوة الدّعاةَ إلى الله تعالى إذا حَضُّوا الإنسانَ على أَداءِ الصّلاةِ يَقول: أَبدَأُ الصَّلاة من يومِ الجمعةِ وقد يقول: أَبدأُ في الصّلاة من شهرِ رمضانَ حتّى إنّه لَيُطَوِّل أَمَله وهو لا يَعلَم أنّ هذه مكيدةٌ يُرَوِّجها الشيطانُ على المغرورين ويَنْسى الموتَ مع أنّه قد يأتي من قبلِ أن يجيء شهرُ رمضان أو يومُ الجمعة وقد وقَع ذلك لبعضِ النّاسِ كما حدَّثني أحدُ الإخوةِ الدّعاةِ من قصّةِ رجلٍٍ أنّه قال: أَبدأُ الصّلاةَ من يوم الجمعةِ ولكنّه هجَم عليه الموتُ بسَكْتَةٍ