مَحارِمك وأُعفي اللّحية وألبَس العمامة وأسافِر في سبيلك مع الإخوةِ الدّعاةِ ويقول: ما علِمتُ أنّ الموت يأتي بَغتةً أو أَموت بسببِ الحادثةِ العظيمةِ أو أموتُ قبل الشّبابِ، وإن علِمتُ ذلك لَزَوَّدتُ صالِحًا لنفسي ولكن عند ذلك لا يَنفَعه الأسَفُ والنّدمُ والحسرةُ وانْسِكابُ الدَّمعِ وإنّما يَنفعُه طاعةُ الله تعالى. أيّها الأحبّة تُوبُوا إلى الله تعالى من قبلِ أن يقولَ أحدُكم: إنّي كنتُ مُستمِرًّا في الغفلةِ واقترافِ المنكراتِ وإذا كان أحدُ الإخوة الدّعاة يَدعوني إلى إعفاءِ اللّحيةِ قلتُ: أُعفي اللّحيةَ في مكّةَ المكَرَّمَة إن وَفََّقني الله للحجِّ ولكن ما علِمتُ أنّي أَموتُ قبل الحجِّ. وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: لَمَّا فرَغ إبراهيم عليه السّلام من بِناءِ البيتِ، قال: ربِّ! قد فرغتُ، فقال: ﴿bÏir&ur Îû Ĩ$¨Y9$# Ædkptø:$$Î/﴾ [الحج: ٢٢/٢٧]. قال: ربِّ! وما يُبَلِّغ صوتي؟ قال: أَذِّن وعليَّ البَلاغُ، قال: رَبِّ! كيف أقولُ ؟ قال: قل: يا أيّها النّاس كُتِب عليكم الحجُّ حجُّ البيتِ العتيقِ، فسَمِعَه مَن بَين السّماء والأرض، ألا تَرَى أنّهم يَجيئون من أقصى الأرض يُلبّون([1]).