قلْبِيَّةٍ قبلَ مجيء يوم الجمعةِ وكذلك كانت اِمرأَةٌ أصابَتْها النّارُ فهجَم عليها الموتُ فَجْأَةً. فيَجبُ على تارك الصّلاةِ أن يَعزِمَ النّيَّةَ من الآنَ على المبادرة إلى الصّلاة بدُون ترَقّبِ يَومِ الجمعة أو رمضان. يا إخواني المسلمين إنّ العملَ الصالِحَ إذا كانتْ فيه مَصلَحَةٌ خَاصَّةٌ فيقول الإنسان: ليس ينبَغي التّأخِيرُ فيه، ولكن إذا يسوءهُ ويَشقُّ عليه فَـيُؤَخِّرُه إلى يوم الجمعةِ وشَهرِ رمضانَ بل إلى حجِّ البيت العتيق ويفعَلُ ذلك بِسببِ المماطَلَة؛ لأنّه يُسوِّفُ في العمَلِ بعد ذلك ولا يُقيمُ الصّلاة بعد مضِيِّ يومِ الجمعة ولا يَعفو عن اللّحيةِ بعد الحجِّ وأمَّا مَن خاف ربَّه فيَتوبُ ويُسارِع إلى الخيراتِ قبل فوات الأوان وضِياع الفُرصة. يُمكِنُ أن نَفهَمَ ذلك بهذا المثال الدُّنيوِيِّ: إن قيلَ لرجلٍ: نحنُ نَستأجِرك من أوّل السّنةِ، فيجِب عليك أن تَرَقَّب شهرًا واحدًا، فيقول بالاضطِرابِ النّفسِيِّ: لا يَنبغي التَّأخيرُ في الخيرِ، فَاسْتَأجِرْني من الآن، كأَنّه يَشُقُّ عليه أن يَترَقَّب شهرًا واحدًا ولكن إذا قيل لإنسانٍ: (اِبدَأْ في الصّلاة)، فيُؤَخِّرها إلى يوم الجمعة وشهرِ رمضانَ حتّى إنّه ليقول: أُعفي اللّحيةَ بعد الحجِّ، وقد يقول: أَعمَلُ بِفرائضِ الله بعد تَزْويجِ أَولادِي.