ينالُنا في العبادة والطّاعة حتّى لا نَجِدَ في أنفسنا حَرَجًا. وفي "سُبُل الهدى والرشاد": ثُمَّ مَرَّ بأبي جهلٍ -وهو عقيرٌ- معوِّذ ابنُ عفراءَ، فضرَبه حتّى أَثبَتَهُ وبه رَمَقٌ . وقاتل معوِّذٌ حتّى قُتِل، ثمَّ مَرَّ عبد الله بن مسعودٍ بأبي جهل حين أمَر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يُلتَمَسَ في القَتْلَى، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: فأَتَيتُه فوَجَدتُه بآخِر رَمَقٍ فعرَفتُه وكان مُقَنَّعًا بالحديدِ، واضِعًا سيفَه على فَخِذَيه، ليس به جُرْحٌ، ولا يستطيع أن يُحَرِّك منه عُضوًا وهو مُنكَبٌّ يَنظُر إلى الأرض، فوَضَعتُ رِجلي على عُنُقه، وقال لي: لَقد اِرتَقَيتَ مُرتَقًى صَعبًا يا رُوَيعِيَ الغَنَمِ([1]).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: معي سيفٌ رَثٌّ، ومعه سيفٌ جيِّدٌ فجعلت أنقُف رأسه بسيفي، وأَذكُر نَقفًا كان يَنقُف رأسي بمكّة حتّى ضَعُفَت يدُه فأخَذتُ سيفه فرَفَعَ رأسه فقال: لِمَن الدّائِرة ؟ قلتُ: لله ورسولِه فأَخذتُ بلحيته، وقلتُ: الحمد لله الّذي أخْزاك يا عدُوَّ الله، فرفَعتُ سابِغَةَ