عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

البَيضَةِ عن قَفاهُ، فضربتُه فوقَع رأسُه بين يديه، ثُمَّ سَلَبتُه، ثُمَّ حَزَزتُ رأسَه، ثُمَّ جِئت رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله ! هذا رأسُ عدوِّ الله أبي جهل، فقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «الحمد لله الّذي أَعَزَّ الإسلام وأهلَه» ثلاثَ مَرَّاتٍ، وخَرَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ساجدًا، وقال: «إنّ لكلِّ أمّة فرعونًا وإنّ فرعونَ هذه الأمّة أبو جهل»([1]).

 

وروي أنّه قال أبو جهلٍ -لَعَنه الله تعالى- لابن مسعود: أَخبِر صاحبك محمّدًا أنّه أبغض الْخَلقِ إليَّ في الحياة وفي الممات، فأخبر النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم بما قاله أبو جهلٍ فقال صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «فرعوني أشَدُّ من فرعونِ موسى ؛ لأنّه قال عند موته: ﴿àMZtB#uä ¼çm¯Rr& Iw tm»s9Î) žwÎ) ü“Ï%©!$# ôMuZtB#uä ¾ÏmÎ/ (#þqãZt/ Ÿ@ƒÏäÂuŽó Î) [يونس: ١٠/٩٠]. وهذا اِزْداد عُتُوًّا عند موته([2]).

أيّها المسلمون: من عجائب القدرة الإلهيَّة أنّ أبا جهل فقد ضرَبه كثيرٌ من الْمُقاتِلين المجاهدين بسيفهم، ولكنّه لم



 

([1]) "سُبل الهدى والرشاد" للإمام محمد بن يوسف، ٤/٥١-٥٢، ملتقطاً.

([2]) "التفسير الكبير"، ١١/٢٢٥، و"نزهة المجالس"، ٢/١٥٦، ملتقطاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269