فيهم غيرُ فارسَين وكانت الإبلُ سبعين بعيرًا فكانوا يَتعاقبون عليها([1])، وكانت معهم السُّيوف والرِّماحُ الرَّديئَةُ، ومُلِئَت نُفوسُهم بالإيمان ومَحبَّته، فكانوا لا يَتوسّلون إلى غَرَضهم إلاّ بالثِّقة بالله والتَّوَكّلِ عليه والاستغاثةِ به.
وكان عدَّة المشركين تسعَ مئةٍ وخمسين رجلاً وكانت خَيلُهم مئةَ فرَسٍ وكان معهم سبع مئةِ بعيرٍ([2]). وكانوا يَنحَرون الْجُزُر ويطعمون الطّعام ويسقُون الخمر ومع ذلك أنّ أصحاب النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم غلَبت عليهم السَّكينة والطَّمأنينة في القلوب وزاد خُلوصُهم مع الابتلاءِ وبذَلوا الجهود البارِزةَ في جهاد أعداء الإسلام من غير مُبالاةٍ بسلاحٍ وآلات الحربِ وعدَّة المشركين ولم يكن يَزيدهم ذلك إلاّ إيمانًا وتسليمًا ومُضِيًّا على اللَّقَمِ وصبرًا على مَضَض الأَلَم.
أيّها المسلمون: العزم على الحرب وبذلُ الجهود في إظهار الحقِّ وإزهاق الباطل والحرصُ العظيمُ على الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى وتقويضِ صرحِ الشِّرك والجرأَةُ