يَمُت، ثُمَّ بعد ذلك شَدَّ عليه غلامان من الأنصار، وبلَغا به بضربهما إيّاهُ بسيفيهما مَنـزِلَةَ المقتول حتّى لم يَبقَ به إلاّ مثلُ حَرَكَة المذبوحِ، وفي تلك الحالة لَقِيَهُ ابن مسعودٍ فوَجده مصروعًا بينه وبين المعركةِ غيرَ كثيرٍ مُتقنِّعًا في الحديد واضعًا سيفَه على فخذه لا يَتحرَّك منه عُضوٌ، فضربَ عُنُقَه([1]).
والسّبب في ذلك أنّ ابنَ مسعود رضي الله تعالى عنه لَمَّا أجاب إلى الإسلام كان أبو جهل ضَبَث به وآذاه ولَكَزه، فلذا جعَل ابنُ مسعود رِجلَه على عنقه وتَناول قائمَ سيفه فَاستَلّه وهو مُنكَبٌّ لا يَتحرَّك فرفَع سابِغَةَ البَيضَة عن قَفاه فضرَبه فوقَع رأسُه بين يديه ثُمَّ سلَبه، ثُمَّ حزَز رأسَه ثُمَّ جاء به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأَلقَى رأسه بين يديه([2]).
أيّها المسلمون: إنّ أبا جهل قد قُتِل في غزوة بدر الكبرى، وكانت وَقْعَةُ بدر الكبرى في السَّنَة الثّانية في شهر رمضان في سابعَ عشَرة، وكان عدَّةُ أصحاب النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يوم بدر ثلاثَ مئةٍ وثلاثةَ عشَر رجلاً، ولم يكن