«الصَّعودُ جَبَلٌ من نارٍ يَتَصَعَّدُ فيه الكافرُ سبعين خريفًا ويَهوِي به كذلك منه أبدًا»[1].
فالعجبُ لِمَن يَعلَم ذلك كيف يَغفُل عمَّا لا بُدَّ من كونِه؟! كيف يَحرِص على الدنيا ويُشَمِّرُ لِعِمارتِها حتّى يَقطَعَ ليلَه ونَهارَه بالتَّفكُّر في إصلاحها ويَشتغِل عنها ويُسَوِّفُ في العَمَلِ لها، ولا يَزال في هذا الطريق حتّى إنّه لَيَصِلُ إلى الْمُنحدَرِ فيَقَع في الْمُحَرَّمات دون أن يُبالي ويَتجرَّأ على المعاصي ولا يَخشَى لَومَةَ لائِمٍ، ويَتغافل عن جوعِ أهلِ النار وعذابهم عند التَّلذُّذِ بالأَطعِمَةِ الشَّهِيَّةِ والنِّعَمِ الرَّفيعَةِ في هذه الدنيا التي نِعَمُها في الزَّوال سَريعَةٌ.
عن سيّدنا أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُلقَى على أهل النار الجوعُ فيَعدِلُ ما هم فيه من العذاب فيَستغيثون فيُغاثون
[1] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب تفسير القرآن عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، باب: تفسير سورة المدثر، ٤/٢٦٠، (٢٥٨٥).