فيكون معنى الحديث: كل محدثة بدعة إلا ما أُحدِثَ كسنَّة حسنة، وكيف نعرف أنَّ هذه سنة حسنة وإنها ليست ضلالة؟ يُعرف ذلك من خلال أمرين:
- أنْ يكون لها أصل عام تندرج تحته.
- أنْ لا تخالف الشرع.
فيكون معنى الأحاديث: كل محدثة لا أصل لها في الدين أو تخالف الشرع فهي بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل محدثة لها أصل في الدين ولا تخالف الشرع فهي حسنة.. وعليه كان قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نعمت البدعة هذه). (التلخيص الحبير ٢/٥١٥ إسناده حسن).
وقد ثبت أن النبي ﷺ قال لبلال عند صلاة الفجر: (يا بلالُ حَدِّثْنِي بأَرْجى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلامِ، فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ).
قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجى عِندِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، في ساعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ، إلّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ). (صحيح البخاري ١١٤٩)
وهذا الفعل إحداث في الدين، وسنّ أمرٍ لم يرشد إليه الأمين ﷺ، والنبي ﷺ كان قد وضع قاعدة وهي: (كلُّ محدثةٍ